رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المحافظ تجاهل مشروع الكوبرى العلوى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

أهالى «بنى مزار» يستغيثون من تحويل «الموقف» إلى طريق «شبح الموت»

فى ساعاتِ الصباحِ الأولى، حينَ يبدأُ أهالى بنى مزارَ يومهم برحلة البحث عن وسيلةِ مواصلات تقلهم إلى أعمالِهم ودراساتِهم، تتحول مواقف السيارات فى قلبِ المدينةِ إلى شريانٍ نابضٍ بالحركةِ، هنا تتقاطع أصوات السائقينَ مع خطواتِ الركابِ، وتختلط همسات القلقِ بصَرَخاتِ الاستعجَالِ.

ولكنَ هذا المشهد، الذى اعتادَ عليه الجميع منذ عقودٍ، مهدد اليومَ بالتغييرِ بعدَ قرارِ محافظِ المنيا، اللواءِ عمادِ كدوانى، بنقلِ موقفِ السياراتِ إلى موقعٍ جديدٍ أسفلَ كوبرى النيلِ، يبعد نحو ثلاثةِ كيلومتراتٍ عن قلبِ المدينةِ.

«هو إحنا ناقصين مشاوير زيادةٍ وفلوس أكثر؟»، هكذا يعبر أحمد علي، موظف فى إحدى المدارسِ، عن رفضِهِ للقرارِ. ويضيف: «الانتقال للمكانِ الجديد هيكلفنِى مواصلتَينِ بدلَ واحدةٍ، ومش كل يومٍ أقدر أتحمل ده».

الغضب الشعبي لم يقتصر على الأعباءِ الماديةِ، فالموقع الجديد يقع على الطريقِ الزراعي السريعِ (القاهرة – أسوان)، وهو طريق يصفه الأهالى بـ»شبحِ الموتِ» لكثرةِ حوادثِهِ. 

تقول أم محمدٍ، وهى سيدة خمسينية تصطحبُ أبناءَها إلى المدارسِ: «إزايْ نعدى الطريق ده كل يومٍ وإحنا خايفينَ على عيالِنا؟ القرار ده غيرإنساني».

يتساءل السكان عن سببِ تجاهلِ مشروعِ الكوبرى العلويِ المقررِ منذ سنواتٍ، والذى يرونه الحل الأمثلَ لتخفيفِ الزحامِ من دونِ تحميلِ الناسِ أعباء إضافية. «المفروض الكوبرى يخلصوا فيه بسرعةٍ، بدلَ ما ينقلونا بعيدًا ويخلّوا حياتَنا أصعبَ»، هكذا عبر جمال أبو شنافٍ، أحد أصحابِ المحلاتِ فى وسطِ المدينةِ، عن غضبه من قرار المحافظ.

الغضب لم يعد متداولا فقط خلال الأحاديثِ اليوميةِ أو صفحاتِ فيسبوكَ، بل انتقلَ إلى أروقةِ القضاءِ، فقد أعلنَ مصطفى حسن، رئيس لجنةِ الوفدِ فى بنى مزارَ، رفعَ دعوى قضائيةٍ عاجلة أمامَ القضاءِ الإداريِ لوقفِ القرارِ، معتبرًا أنّه يفتقرُ إلى معاييرِ السلامةِ العامةِ.

ويضيف: «التجارب السابقة، مثل تحويلِ شوارعِ طه حسين وعدنان المالكى لاتجاهٍ واحدٍ، أثبتتْ فشلَها، لماذا نكررْ نفسَ الأخطاءِ ونحمّلُ الناسَ فوقَ طاقتِهم؟»

معظمُ الأهالى يجمعونَ على رسالةٍ واحدةٍ: القرارات التى تصنع بمعزل عن المواطنينَ مصيرها الفشل. يقول محمد أبوالعلا، وهو شاب جامعي: «المسئولونَ لازم يسمعونا، مش كل شوية يجربوا فينا. المنيا مش محطةَ تجاربَ».

 

تتردد هذه العبارة بين الركابِ والسائقين وأصحابِ المحلاتِ على حد سواء، لتتحول إلى صرخة احتجاجية غيرِ معلنة، تضع المسئولينَ أمامَ اختبارٍ حقيقي: هل يلتقطونَ نبضَ الشارعِ، أم يمضونَ فى طريقِ القراراتِ المنفصلةِ عن معاناةِ الناسِ؟