وداعًا كلوديا كاردينالي.. رحيل أيقونة السينما الإيطالية عن 87 عامًا

رحلت واحدة من ألمع نجمات السينما الأوروبية، كلوديا كاردينالي، عن عمر ناهز 87 عامًا، في منزلها بمدينة نيمور الفرنسية، وذلك بحسب ما أكده وكيل أعمالها لوران سافري يوم الثلاثاء 23 سبتمبر.
وكانت النجمة الإيطالية، المولودة في تونس، محاطة بعائلتها خلال لحظاتها الأخيرة، بعد مسيرة فنية امتدت لستة عقود وأثرت الفن السابع بعشرات الأعمال الخالدة.
من تونس إلى قمة هوليوود
وُلدت كاردينالي باسم كلود جوزفين روز لعائلة من أصول صقلية، ونشأت في تونس حيث تلقت تعليمها. لم تكن تحلم يوماً بالشهرة، بل أرادت أن تصبح معلمة، إلا أن فوزها في مسابقة ملكة جمال إيطاليا في تونس وهي في السادسة عشرة من عمرها، فتح لها أبوابًا لم تكن تتوقعها.
وكانت الجائزة رحلة إلى إيطاليا، وهناك بدأت أولى خطواتها نحو عالم السينما.
في عمر العشرين، خطت أول أدوارها السينمائية في فيلم "جحا" إلى جانب النجم عمر الشريف، وسرعان ما أصبح حضورها الطاغي وجمالها الفريد بطاقة عبور إلى أبرز المخرجين الأوروبيين، من بينهم فيديريكو فيليني ولوتشينو فيسكونتي وبلاك إدواردز.
إرث فني لا يُنسى
عرفها الجمهور العالمي من خلال دورها الأيقوني في فيلم "النمر الوردي"، إلى جانب بيتر سيلرز، وكذلك من خلال مشاركتها في فيلم "الفهد" الذي جسد لحظة مفصلية في تاريخ السينما الإيطالية، وفيلم "ثمانية ونصف" الذي يُعد من روائع فيليني.
أكثر من 100 فيلم جمع بين الأداء الراقي والسحر المتزن، جعل من كلوديا كاردينالي رمزًا للأناقة الإيطالية والفن الرفيع. ولم يكن نجاحها مقتصرًا على التمثيل فحسب، بل كانت أيضًا صوتًا نسويًا مدافعًا عن حقوق المرأة في السينما وخارجها، حيث اعتبرت نموذجًا للمرأة القوية والمستقلة.
إرث إنساني وفني باقٍ
قال وكيل أعمالها لوران سافري في بيانٍ مؤثر: "إنها تترك لنا إرث امرأة حرة وملهمة، كامرأة وكفنانة". وتركزت ردود الفعل حول العالم على حجم الخسارة التي مُني بها الفن السابع برحيل هذه القامة.
كاردينالي رحلت، لكنها تركت خلفها تاريخًا لا يُمحى، وطفلين هما كلوديا سكويتيري وباتريك كريستالدي، إلى جانب إرث فني سيظل ينبض في ذاكرة السينما العالمية لأجيال قادمة.