إحياء صلة الرحم بمجلس الإقراء بمسجد حراء في أسيوط

انعقد مجلس الإقراء الأسبوعي بمسجد حراء بالوليدية في أسيوط بحضور علماء ودعاة وطلاب علم حيث تم التركيز على كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري وتناول موضوع صلة الرحم وأهميتها في بناء المجتمع وترسيخ القيم الإسلامية

إحياء صلة الرحم بمجلس الإقراء بجامعة المسجد أسيوط

صلاة العشاء لم تمض على انتهاءها حتى امتلأ مسجد حراء بالوليدية بمدينة أسيوط بالمصلين وطلاب العلم وحضور متميز من أبناء المنطقة ليشهدوا انعقاد مجلس الإقراء الأسبوعي الذي جاء هذا الأسبوع مخصصا لكتاب الأدب المفرد للإمام البخاري حيث ركز المجلس على باب وجوب صلة الرحم وهو الموضوع الذي حظي باهتمام العلماء والدعاة خلال اللقاء

المجلس وأهدافه

قاد المجلس الدكتور عبدالناصر محمود عبدالسلام أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط ورافقه في إدارة الحوار الدكتور أسامة عوض عبدالله الأزهري إمام المسجد

حيث حرصا على تقديم مادة علمية ثرية بين التفسير القرآني والسنة النبوية ومواكبة الواقع المجتمعي من خلال تطبيقات عملية وأمثلة حية تربط بين النصوص الشرعية والحياة اليومية للمصلين

أشار العلماء إلى أن صلة الرحم ليست مجرد فعل اجتماعي محمود بل هي واجب شرعي أكدته النصوص القرآنية والنبوية لما لها من أثر مباشر على بناء مجتمع متماسك وتعزيز روح المحبة بين الأفراد

حيث جاء في القرآن الكريم قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال حديثه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه

حضور جماهيري وروحانية مميزة

شهد المجلس حضور كثيف من المصلين ورواد المسجد وطلاب العلم الذين حرصوا على التفاعل المباشر مع العلماء وطرح استفساراتهم وأسئلتهم ما أضفى على المجلس طابعا روحانيا وعلميا في آن واحد وجعل المسجد منارة للعلم والدعوة والتربية على القيم الإسلامية الأصيلة

وأكد الحاضرون على أهمية استمرار مجالس الإقراء الأسبوعية التي تنظمها وزارة الأوقاف برعاية الدكتور عيد علي خليفة وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط وتحت إشراف مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية الشيخ محمد عبداللطيف محمود ومتابعة رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة الشيخ أحمد كمال علي والتي تهدف إلى نشر العلوم الشرعية الموثوقة وإحياء سنة الإقراء في بيوت الله

رسالة علمية ومجتمعية

أوضح العلماء أن الهدف من التركيز على موضوع صلة الرحم في هذا المجلس هو غرس قيم التواصل الاجتماعي والروابط الأسرية داخل المجتمع وربط الفريضة الشرعية بالواقع المعاش بحيث يشعر كل فرد بمسؤولية حقيقية تجاه أقاربه ويحرص على زيارتهم والاعتناء بهم وفتح قنوات الحوار والمحبة بينهم

ويعد مجلس الإقراء بمسجد حراء نموذجا حيا لالتزام المسجد بدوره التربوي والدعوي حيث يجمع بين التعلم والوعظ والإرشاد ويتيح الفرصة للحضور للاستفادة المباشرة من الخبرات العلمية والدعوية كما يعكس دور وزارة الأوقاف في جعل المساجد مراكز إشعاع فكري وروحي تخدم المجتمع وتربي الأجيال على قيم القرآن والسنة والأدب الإسلامي الراقي

واستمر المجلس في قراءة كتب التراث الإسلامي المعتمد مع التعليق والتحليل لمواكبة الاحتياجات الدعوية والتربوية وفتح المجال للحضور لتبادل الأسئلة والاستفسارات ما يعزز من الدور التفاعلي للمجالس ويجعلها تجربة تعليمية ثرية تزرع حب العلم والالتزام الديني بين الجميع

بهذه الطريقة يواصل مسجد حراء أداء رسالته العلمية والاجتماعية في محافظة أسيوط لتبقى مجالس الإقراء منابر إشعاع روحي وثقافي تلهم الحاضرين وتربي الأجيال القادمة على قيم المحبة والرحمة والالتزام بالواجبات الشرعية