تشييع جثامين أب وأم وطفلهما بقرية اللوية بالبحيرة ضحايا انقلاب سيارة بترعة المهندس
في مشهد مهيب تختلط فيه الدموع بالآهات، تحولت قرية اللوية التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، اليوم الثلاثاء ، إلى ساحة للحزن بعدما ودّع الآلاف من الأهالي جثامين زوجين ونجلهما الصغير، الذين لقوا مصرعهم في حادث مأساوي إثر انقلاب سيارتهم في مياه ترعة المهندس، حيث عمّ السكون أرجاء القرية إلا من صوت البكاء الذي مزق القلوب.
شهدت قرية اللوية واحدة من أكثر اللحظات مأساوية خلال الأيام الأخيرة، بعدما فقدت القرية ثلاثة من أبنائها في حادث مأساوي أدمى القلوب، حيث لقي زوج وزوجته ونجلهما الصغير مصرعهم غرقًا إثر انقلاب سيارتهم الخاصة داخل ترعة كوبري المهندس.
وخرج الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة في جنازة مهيبة لتشييع جثامين الضحايا الإثنين إلى مثواهم الأخير بمقابر العائلة، حيث ارتفعت أصوات البكاء والدعوات بقول لا إلا الا الله، مع خروج النعوش، فيما بدت علامات الصدمة على وجوه الجميع.
انطلقت الجنازة من مسجد القرية عقب صلاة الجنازة، ليمتد موكب المشيعين إلى المقابر، وسط حضور حاشد من الرجال والنساء والأطفال الذين خرجوا جميعا لتوديع الأسرة التي رحلت فجأة تاركة خلفها قصة ألم ووجع لا ينتهي.
الأهالي حملوا النعوش الثلاثة على الأكتاف مرددين "لا إله إلا الله"، بينما علت صيحات النساء بالبكاء والنحيب حزناً على الفقد الجلل.
الصدمة سيطرت على الجميع، خاصة أن الزوجين كانا معروفين بحسن السمعة والخلق، وكانا يمثلان نموذجًا للأسرة البسيطة المكافحة، أما الطفل، فلم يتجاوز سنوات عمره القليلة، ليغادر الدنيا البريئة وهو بين ذراعي والديه في الحادث، ما جعل الواقعة أشد قسوة وإيلامًا.
عدد من أقارب الأسرة رووا تفاصيل اللحظات الأخيرة قائلين: "كانوا راجعين من مشوار قصير، محدش كان يتخيل أن الرحلة دي هتبقى نهايتهم.. لقينا العربية في الترعة، وماقدرناش ننقذهم".
بينما أضاف آخر: "ماتوا حاضنين بعض، وكأنهم كانوا بيودعوا الدنيا سوا"، لتتحول كلماتهم إلى دموع وصرخات ألم.
وقال أحد أهالي القرية: "لم نرَ في حياتنا موقفا أكثر وجعا من هذا، ثلاثة من أسرة واحدة رحلوا في لحظة واحدة، والمشهد لن يُمحى من ذاكرتنا".
من جانبه، انتقلت الأجهزة الأمنية والتنفيذية لموقع الحادث، وتم انتشال السيارة والجثامين بمعرفة قوات الأمن، ونقلهم إلى المستشفى العام بدمنهور، حيث جرى استخراج تصاريح الدفن.
الجنازة لم تكن عادية، بل كانت أقرب إلى تظاهرة حزينة، جسدت حجم الفقد الذي أصاب القرية بأكملها، فالجميع شارك، كبارًا وصغارًا، لتوديع الأسرة التي ستظل ذكراهم محفورة في قلوب أهالي اللوية لسنوات طويلة.
مشهد أبكى الجميع
لحظة انتشال الجثامين كانت الأكثر تأثيرًا في قلوب الجميع، فقد أكد شهود عيان أن الأب والأم وُجدوا متشابكين في لحظاتهم الأخيرة مع طفلهم، وهو المشهد الذي أبكى الحاضرين وزاد من قسوة المأساة.
ورغم محاولات الأهالي لإنقاذهم قبل وصول قوات الإنقاذ، إلا أن المياه كانت أسرع وخطفت أرواحهم.
تفاصيل الواقعة
البداية كانت عندما تلقى اللواء محمد عمارة، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المحمودية يفيد بوقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي داخل ترعة كوبري المهندس.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وتم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف لنقل الجثامين، وبالفحص تبين أن السيارة كان يستقلها زوجان ونجلهما، وتم نقل الجثامين إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى، ووُضعت تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الحادث للوقوف على ملابساته وظروف وقوعه.
كما تم رفع السيارة من الترعة وإزالة آثار الحادث لتسيير حركة المرور بشكل طبيعي.
تحركات أمنية وإدارية
قامت الأجهزة الأمنية بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
