سوء التغذية يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والإصابة بالأمراض

حين يُذكر سوء التغذية يتبادر إلى أذهاننا صورة الشخص النحيف، ولكن هل تعلم أنه وفقًا لدراسة، قد يؤدي سوء التغذية أيضًا إلى السمنة، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
كثيرا ما يُستحضر سوء التغذية في الأذهان صورًا للضعف والنحافة، وغالبًا ما يرتبط بنقص التغذية السليمة، لكن خبراء الصحة قالوا إنه يُمثل أيضًا عامل خطر متزايد للسمنة ومرض السكري.. وفقا لموقع "Jagran".
سوء التغذية هو أيضا سببا للسمنة
يُسلّط تقريرُ تغذية الطفل الصادر عن وكالة الأمم المتحدة الضوءَ على كيفية مساهمة بيئات الغذاء غير الصحية في مشكلة زيادة الوزن والسمنة العالمية بين الأطفال والمراهقين.

وصرح الدكتور راجيف جاياديفان، رئيس اللجنة العلمية للجمعية الطبية الهندية في كوتشي، قائلاً: "عندما نفكر في سوء التغذية، عادةً ما نتخيل الأطفال أو البالغين النحيفين، ولكن في عالمنا اليوم، قد يؤدي سوء التغذية أيضًا إلى السمنة، فالأشخاص من خلفيات فقيرة، وقليلو الوعي، غالبًا ما يشترون أطعمةً ومشروباتٍ رخيصةً غنيةً بالسكر والدهون، ولكنها فقيرةٌ بالقيمة الغذائية".
ويمكن توضيح ذلك بالمشروبات الغازية المُحلاة، فهي تُروّج لها المشاهير وتُباع بأسعار زهيدة، ومع ذلك تُساهم في زيادة السمنة ومرض السكري، على عكس من يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالماء والبروتين والألياف والفواكه والخضراوات يتمتعون بصحة جيدة ووزن مناسب.

كما يُشير الخبراء إلى أن الأمهات اللواتي يُعانين من سوء التغذية يُنجبن أطفالًا يُعانون من السمنة في مرحلة النمو، خاصةً مع وفرة الطعام.
ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة الأبحاث "Cell Metabolism"، درس باحثون هنود آثار سوء التغذية على 50 جيلًا من الفئران، وهو ما يُحاكي إلى حد كبير التركيب السكاني للبشر في الدول النامية، ووُجد أن الفئران التي تعاني من سوء التغذية لديها مستويات أعلى من الأنسولين ومستويات أقل من فيتامين ب12 وحمض الفوليك مقارنةً بالفئران السليمة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الفئران التي تعاني من سوء التغذية تُظهر اختلالات أيضية مرتبطة بالتغيرات الجينية، والتي لا تزول حتى بعد حصول جيلين لاحقين على وصول غير محدود إلى الغذاء الطبيعي.
وأوضح الدكتور سانجيف جالاندي، عميد كلية العلوم الطبيعية بجامعة شيف نادار، وأحد مؤلفي الدراسة، أن مفارقة سوء التغذية التي تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وداء السكري غالبًا ما تُفسَّر من خلال نظرية "العبء المزدوج لسوء التغذية".

وأشار إلى أن سوء التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة يُهيئ الجسم للحفاظ على الطاقة، وتخزين الدهون بكفاءة أقل، وتنمية كتلة عضلية أقل، مما يؤدي إلى تغيرات أيضية طويلة الأمد.
وعندما يتبع هؤلاء الأفراد لاحقًا نظامًا غذائيًا غنيًا بالسعرات الحرارية ونمط حياة خامل، وهو منتشر في عصرنا الحالي، فإنهم يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني وأمراض أخرى غير معدية.