رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

يوم الغضب الإيطالي يشل البلاد.. الملايين يهتفون فلسطين حرة

يوم الغضب الشعبي
يوم الغضب الشعبي

في يوم خالد سيسجله التاريخ في سجل النضال الشعبي، كتب الشعب الإيطالي بالأمس ملحمة حقيقية سيقف أمامها التاريخ طويلاً في تضامنه مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة. 

فقد شارك الملايين من الإيطاليين فيما سُمّي بـ”يوم الغضب الشعبي”، استجابة لدعوات النقابات العمالية والحركات الطلابية والأحزاب اليسارية والمعارضة، للمطالبة بتغيير موقف الحكومة الإيطالية تجاه غزة ورفض المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية، وقطع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية ودعم أسطول الحرية.

منذ ساعات الصباح الأولى امتلأت ساحات وشوارع المدن الإيطالية من الشمال إلى الجنوب بطوفان بشري مصممين على المضي في الإضراب العام وإعلان العصيان المدني، صارخين في وجه حكومة جورجيا ميلوني اليمينية، متهمين إياها بالتواطؤ المباشر في الحرب على غزة.الهتافات دوّت في كل مكان: “فلسطين حرة من النهر إلى البحر” و”اليوم كلنا فلسطينيون”.

شلل تام في البلاد


الإضراب شمل قطاعات حيوية على رأسها قطاع النقل، حيث أصر العمال على المشاركة رغم محاولات الحكومة ثنيهم، ما تسبب في شلل كامل بحركة القطارات والحافلات في كل المدن الإيطالية.

 أُغلقت المدارس والجامعات، وانضم المعلمون إلى طلابهم في الشوارع، وشارك العاملون بالمصالح الحكومية والمتاجر الكبرى والمنشآت الصناعية في التوقف الجماعي عن العمل، لتبدو إيطاليا وكأنها بأسرها خرجت إلى الساحات.

وكان المشهد الأكثر إثارة في العاصمة روما، حيث وكان الناشط المصري في إيطاليا ممثل الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج إكرامي هاشم  في قلب الأحداث منذ الصباح الباكر، يتابع لحظة بلحظة حشود المتظاهرين المتجمعة في ساحة شينكوشنتو قبل أن تجوب الشوارع الرئيسية. وعند وصول المسيرة إلى محطة القطارات الرئيسية – التي تُعد شريان النقل الأهم في العاصمة وتربط روما بمختلف المدن الإيطالية عبر القطارات الإقليمية والسريعة – قام المتظاهرون بإغلاقها تماماً لمدة ساعة، واضعين الأقفال والجنازير على أبوابها، في مشهد شلّ حركة التنقل بين المدن بشكل غير مسبوق.

وقد أفاد هاشم للوفد أنه مع حلول منتصف النهار ارتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 300 ألف شخص، يتصدرهم شباب المدارس والجامعات، خصوصاً طلبة جامعة لاسابينزا العريقة الذين رسموا علم فلسطين على وجوههم وأجسادهم ورفعوا شعار “Sapienza مع غزة”.

مشاركة رجال الحماية المدنية
في لحظة لافتة، انضم عمال جهاز الحماية المدنية إلى المظاهرة، وظهروا مرتدين زيهم الرسمي، واضعين علم فلسطين على صدورهم وحاملينه بأيديهم، وأعلنوا قيادتهم للمسيرة في إحدى النقاط، ما أضفى على الحدث بُعداً رمزياً كبيراً ورسالة قوية إلى الحكومة بأن التضامن مع غزة أصبح مطلباً وطنياً يتجاوز الانتماءات السياسية.

إغلاق الطريق الدائري وتحويل روما إلى مدينة فلسطينية


ثم توجهت المسيرة إلى الطريق الدائري السريع المحيط بروما – وهو الشريان المروري الذي يربط اتجاهات العاصمة ببعضها وبشبكة الطرق المؤدية لبقية المدن الإيطالية – وقام المتظاهرون بإغلاقه لمدة نصف ساعة، ما أدى إلى توقف كامل لحركة المرور في ظل غياب وسائل النقل العام. المدهش أن سائقي السيارات لم يعترضوا، بل أطلقوا أبواقهم وصفقوا للمسيرة تعبيراً عن تضامنهم.

وبعدها توجهت الحشود إلى جامعة لاسابينزا، حيث قاد الطلاب والأساتذة المسيرة إلى داخل الحرم الجامعي، معلنين دخولهم في اعتصام مفتوح حتى تلبية مطالبهم، وبدأوا نصب الخيام إيذاناً ببدء العصيان.

وخلال هذا اليوم الاستثنائي، اكتست شرفات ونوافذ العاصمة بالأعلام الفلسطينية، لتصبح روما أشبه بمدينة فلسطينية، في مشهد غير مسبوق من الحراك الشعبي والإصرار على نصرة الحق الفلسطيني ورفض ما وصفوه بتواطؤ الحكومة مع إسرائيل في جرائمها ضد أهل غزة.

وكانت ملحمة شعبية حقيقية سجلها الشباب الإيطالي، وكتبوا بها صفحة جديدة في تاريخ التضامن العالمي مع فلسطين.