رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ساعة آبل الجديدة تحصل على اعتماد رسمي لتنبيه المستخدمين من مخاطر ارتفاع ضغط الدم

ساعة آبل
ساعة آبل

في خطوة تُعد الأبرز في مسيرة الساعات الذكية، حصلت آبل على موافقة رسمية لإطلاق ميزة تنبيهات ارتفاع ضغط الدم عبر ساعتها الذكية الجديدة Apple Watch Series 11 ونسخة Ultra Watch 3، لتُصبح متاحة للمستخدمين في أكثر من 150 دولة حول العالم اعتبارًا من 19 سبتمبر الجاري. هذه الخطوة تضع الساعة في صدارة الأجهزة القابلة للارتداء ذات البُعد الطبي، بعد سنوات من التطوير والاختبارات السريرية.

جاء الكشف عن الميزة خلال حدث آبل الأخير "Awe Dropping"، والذي استهلته الشركة بعرض شهادات مؤثرة من مستخدمي Apple Watch الذين ساعدتهم الساعة في اكتشاف مشكلات صحية مبكرًا، أرادت آبل أن ترسل رسالة واضحة: التكنولوجيا ليست رفاهية فحسب، بل وسيلة إنقاذ حياة.

الميزة لا تحل محل أجهزة قياس ضغط الدم الطبية التقليدية، لكنها تعمل كآلية إنذار مبكر. تعتمد على المستشعر البصري لنبضات القلب المدمج في الساعة، لكنها تضيف طبقة أكثر تطورًا عبر خوارزمية تعلم آلي حديثة. هذه الخوارزمية تم تطويرها بالاستناد إلى دراسة ضخمة شملت أكثر من 100 ألف مشارك، جُمعت بياناتهم لرصد أنماط مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

وعلى مدار شهر كامل، تراقب الساعة المؤشرات الحيوية للمستخدم في الخلفية، بحثًا عن إشارات قد تدل على احتمالية ارتفاع ضغط الدم. وبمجرد رصد هذه الأنماط، تُرسل الساعة تنبيهًا للمستخدم، داعيةً إياه لاستشارة الطبيب أو إجراء فحوصات أدق.

ارتفاع ضغط الدم يُعتبر "القاتل الصامت"، حيث يؤثر على أكثر من مليار شخص عالميًا دون أعراض واضحة في كثير من الحالات، إدخال هذه الميزة في جهاز يُرتدى يوميًا مثل ساعة آبل قد يُغيّر قواعد اللعبة، لأنه يُتيح للمستخدمين فرصة اكتشاف الخطر مبكرًا، قبل أن يتحول إلى أزمة صحية كبرى.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها آبل إلى الساحة الطبية بمزايا مبتكرة. ففي العام الماضي حصلت الشركة على موافقة لميزة تحويل سماعات AirPods Pro الجيل الثاني إلى أجهزة مساعدة سمعية تباع دون وصفة طبية، لتخدم الأشخاص الذين يعانون من ضعف سمع خفيف إلى متوسط. كما حصلت مؤخرًا على موافقة لاستخدام ميزة اكتشاف انقطاع النفس أثناء النوم، مما يعكس التوجه الواضح للشركة نحو تعزيز موقعها في قطاع التكنولوجيا الصحية.

ومع ذلك، فإن هذه النجاحات لم تخلُ من تحديات، إذ تواجه آبل حاليًا دعوى قضائية تتعلق بإعادة تصميم ميزة مراقبة مستوى الأكسجين في الدم في ساعاتها الذكية، وهو ما قد يؤثر على انتشار هذه الخدمة مستقبلًا.

يجدر الإشارة إلى أن موافقة الهيئة الأمريكية جاءت على شكل "ترخيص" وليس "موافقة نهائية كاملة"، وهو مستوى أدنى من الاعتماد لكنه يسمح بطرح الميزة للاستخدام الجماهيري مع مراقبة مستمرة للتأثيرات، آبل بدورها أكدت أنها ملتزمة بالتعاون مع الجهات التنظيمية، وبأنها ترى هذه الموافقة خطوة مهمة لتعزيز ثقة المستخدمين وإتاحة ميزات صحية موثوقة عبر أجهزتها.

مع كل إصدار جديد، يبدو أن ساعة آبل تتحول تدريجيًا من مجرد أداة للياقة البدنية إلى جهاز شبه طبي يرافق المستخدم في تفاصيل حياته اليومية، من تتبع النوم ومعدل ضربات القلب إلى اكتشاف السقوط وتنبيه الطوارئ، وصولًا الآن إلى مراقبة ضغط الدم، تواصل آبل توسيع نطاق الاستخدامات الصحية التي قد تجعل من الساعة عنصرًا أساسيًا في الرعاية الوقائية.

في النهاية، لا يمكن القول إن ساعة آبل تغني عن الفحوصات الطبية التقليدية، لكنها بلا شك أصبحت أداة مساعدة فعالة قد تُغيّر مستقبل التشخيص المبكر للأمراض المزمنة، ومع دخولها مجال مراقبة ضغط الدم، تُثبت الشركة أنها تسير بخطى ثابتة نحو دمج التكنولوجيا بالصحة العامة، لتُقدم لمستخدميها قيمة تتجاوز حدود الاتصال الذكي والرفاهية الرقمية.