رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل أصبحت ألعاب الفيديو "التدخين الجديد" للمراهقين؟ العلم يحسم الجدل

ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو

ألعاب الفيديو .. في وقت كانت فيه الهواتف الذكية تتصدر قائمة المخاطر المرتبطة بصحة المراهقين النفسية، يبدو أن هناك تهديدًا آخر يتسلل بصمت ويتطلب اهتمامًا عاجلًا.

وباتت الألعاب الإلكترونية، التي لطالما ارتبطت بالتسلية والترفيه، اليوم تحت المجهر بعدما كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا يقضون في المتوسط 34 ساعة أسبوعيًا في اللعب. هذا الرقم يتجاوز عدد ساعات الدراسة الأسبوعية في المدارس الثانوية البريطانية، التي تبلغ حوالي 32.5 ساعة فقط.

التسلية تتحول إلى عادة مستمرة

هل نبالغ في القلق أم أننا متأخرون في التحرك؟

تشير نتائج استطلاع أجرته مؤسسة Ygam بالتعاون مع موقع Mumsnet إلى أن الوقت الذي يقضيه الأطفال في الألعاب زاد بمعدل 3.5 ساعة أسبوعيًا خلال عام واحد فقط. أكثر من نصف المشاركين أفادوا أن أبناءهم يلعبون يوميًا، فيما قال الثلث إنهم يمارسون الألعاب عدة مرات في اليوم. 

رغم أن 96% من الآباء أقرّوا بفوائد معينة مثل تقليل التوتر وتحقيق الاسترخاء، إلا أن الأغلبية أعربوا عن قلقهم من خطر الإدمان ومن الآثار السلبية المحتملة على الصحة النفسية والاجتماعية.

إدمان معترف به عالميًا

منظمة الصحة العالمية تدخل على الخط

في عام 2019 أدرجت منظمة الصحة العالمية اضطراب الألعاب كحالة صحية نفسية حقيقية. يتصف هذا الاضطراب بفقدان السيطرة على وقت اللعب وتفضيله على الأنشطة الحياتية الأخرى واستمراره رغم العواقب السلبية. ويُقدر عدد المصابين به في المملكة المتحدة فقط بين 700 ألف إلى مليون شخص.

العلاقات الاجتماعية تحت التهديد

اللعب لا يُغني عن التواصل الحقيقي

رغم أن 38% من الشباب يرون في الألعاب وسيلة لبناء صداقات، فإن التفاعل الرقمي لا يعوّض العلاقات الواقعية. المراهقون اليوم يقضون وقتًا أقل بكثير مع أقرانهم مقارنة بالأجيال السابقة. في عام 2021 على سبيل المثال، أفاد مراهقون أمريكيون أنهم يقضون 6 ساعات فقط أسبوعيًا مع أصدقائهم، مقارنة بـ 24 ساعة في عام 2003. الوضع مشابه في بريطانيا، حيث انخفض التفاعل الاجتماعي وزاد الوقت الذي يقضيه الأطفال بمفردهم.

انعكاسات على الصحة النفسية

الشعور بالوحدة يزحف بصمت

تشير تقارير حديثة إلى ارتفاع معدلات الشعور بالوحدة بين الشباب البريطانيين، حيث أظهر تقرير صادر عن مركز العدالة الاجتماعية أن 70% من الأشخاص بين 18 و24 عامًا يشعرون بالوحدة في أوقات متكررة. كما ارتفعت إحالات الأطفال والمراهقين إلى خدمات الصحة النفسية بنسبة تتجاوز 50% بين عامي 2021 و2023.

هل حان وقت التدخل؟

الإنذار أطلق ولكن من يستجيب؟

رغم الفوائد المحتملة للألعاب الإلكترونية، إلا أن الإفراط في استخدامها يُمثل تهديدًا لا يُستهان به. المراهقون في غرفهم المغلقة، المعزولون عن العالم الواقعي، قد لا يظهرون أي أعراض فورية، لكن الأرقام والمؤشرات تحذر من أزمة تلوح في الأفق. ومثلما تطلب العالم عقودًا لفهم مخاطر التدخين، فقد نحتاج إلى تحرك مبكر لتفادي أزمة إدمان رقمي أشد خبثًا وهدوءًا.