النيابة العامة تأمر بانتداب لجنة هندسية بعد انهيار منزل يودع ثلاثة قتلى

في عز ليلة ظلماء بمنطقة القيسارية التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج وقع الانهيار المفاجئ لمنزل عتيق متهالك ترك له الزمن ليعلن عن نهايته وذلك بعد أن انهار على قاطنيه تاركا وراءه مأساة بشرية تصدم النفوس وتصد الألباب
تفاصيل الكارثة بين صرخات واستغاثات
في دقائق الصباح الأولى تسلل صوت التشققات إلى مسامع الجيران قبل أن ينهار الطابق العلوي من منزل بني بالطوب اللبن ومسقوف بالجريد والعروق الخشبية تحت وطأة الإهمال والقدم الذي هزه عصف الزمن دون أن يعطي فرصة لمن بداخله على الفرار أو الاستنجاد لقد اشتعل الحادث داخل أسرة نائمة فجأة انهار منزلهم عليهم دون إنذار ولا صدى يصدح بالنجاة
فوجئ أهالي منطقة القيسارية بمدينة طهطا بأنهيار جزء كبير من طوابقه الثلاثة تاركا خلفه سحابة من الغبار والهلع بين الجيران الذين هرعوا لإنقاذ من بالداخل خوفا من أن يكون أحد قد حبس تحت الركام لقد كان المشهد مربكا وكأن البيت الذي قاوم الزمن طويلا قرر أن يسقط فجأة بلا إنذار
المنزل المنهار مملوك للتاجر مصطفى أ. البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما صاحب محل بالمنطقة وكان مأهولا بأسرته لحظة الانهيار لكنه تمكن وأفراد أسرته من الخروج بسلام قبل أن تتهاوى الكتل الطوبية والأخشاب على الأرض
وقد أكد مالك المنزل أن العقار قديم ومتهالك وأنه ظل يشهد تصدعات متكررة منذ سنوات وأن ما حدث لم يكن سوى النهاية الحتمية لبناء لم يعد يحتمل
الجيران وقفوا مذهولين أمام الركام بعضهم حمل دلاء المياه وآخرون أزاحوا الحجارة بحثا عن أي عالق لكن سرعان ما اتضح أن الحادث لم يخلف أي ضحايا أو مصابين وهو ما اعتبره الأهالي معجزة حقيقية إذ إن الانهيار كان مفاجئا وكاد يبتلع الأرواح في لحظة
وفي خضم الصراخ وفاجعة الفقد انتشل الإنقاذ جثامين الثلاثة، والجثامين تسلمتها مشرحة مستشفى طهطا العام.
قرارات النيابة تفك ألغاز المأساة
النيابة العامة بمركز طهطا استيقظت من انتظار لمطاولو الزمن وقدرت حجم المأساة استجابت فورا للبلاغ الذي وصلها وانتقلت إلى موقع الحادث بمعاينة كاملة للأضرار وللمنزل المنهار
كما أمرت بانتداب لجنة هندسية متخصصة من الإدارة الهندسية المحلية لتفحص مدى تلف العقار ولتحديد ما إذا كان الجزء المتبقي من المنزل آيلا للسقوط أم لا كما كلفت بتحري ظروف وملابسات الانهيار لمعرفة إن كان هنالك تقصير في الصيانة أو تراخ من جهة المالك أو من الجهات المسؤولة عن مراقبة المباني القديمة وأمرت بتحفظ على جثامين الضحايا في المشرحة لحين الانتهاء من كافة التحقيقات
قرارات النيابة العامة تضمنت كذلك التأكيد على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يثبت تقصيره والتنسيق مع الوحدة المحلية لتوفير السكن البديل لأهل المنزل المتضرر وإخطار مديرية الصحة لتقديم الرعاية الطبية المناسبة للمصابين دون تأخير
صرخة أخيرة من تحت الركام
في تلك المنطقة حيث تنام العيون على أمل الفجر القادم تهشم حلم أسرة بكاملها تحت ركام بيت لم يعد يحتمل وجوده حين أن انهيار منزل واحد قد يحدث جرحا لا يبرأ في نفوس كثيرين يذكر الجميع بأن المباني ليست وحدها التي تنهار بل تنهار الأمانة حين يغفل الأهل كبارا وصغارا عن صيانة السقف الذي يحميهم