هجوم سيبراني يشل المطارات ويعطل مئات الرحلات

شهدت عدة مطارات أوروبية رئيسية، بينها مطار لندن هيثرو وبروكسل وبرلين، يومًا جديدًا من الفوضى والتأخيرات بعد هجوم إلكتروني استهدف أنظمة تسجيل الوصول التابعة لشركة كولينز إيروسبيس، المزود التقني للعديد من شركات الطيران. 

الحادثة التي بدأت مساء الجمعة ما زالت تلقي بظلالها على حركة السفر، وأجبرت شركات الطيران على العودة إلى إجراءات يدوية لتسجيل الركاب، في مشهد أعاد للأذهان أزمات البنية التحتية الرقمية في قطاع الطيران.

السلطات في المطارات المتضررة دعت المسافرين إلى توخي الحذر والتأكد من حالة رحلاتهم قبل التوجه إلى المطار، مع التوصية بالوصول قبل ثلاث ساعات على الأقل للرحلات الطويلة وساعتين للرحلات القصيرة، لتفادي ضياع الوقت نتيجة الطوابير الطويلة وإجراءات تسجيل الوصول اليدوي.

شركة كولينز إيروسبيس، التابعة لمجموعة رايثيون الأمريكية، أعلنت السبت أنها تتعامل مع "حادثة إلكترونية"، من دون أن تكشف تفاصيل إضافية، وفي حال تأكد أن ما جرى اختراق إلكتروني منسق، فإن ذلك سيضيف الشركة إلى قائمة طويلة من المؤسسات الكبرى التي تعرضت لهجمات في الأشهر الأخيرة.

 فمنذ بداية العام، تكبدت جاكوار لاند روفر خسائر كبيرة بعد توقف خطوط الإنتاج لثلاثة أسابيع بسبب هجوم مشابه، فيما واجهت سلاسل التجزئة البريطانية مثل ماركس آند سبنسر وكوب هجمات إلكترونية منفصلة عطلت عملياتها.

وبحسب بيانات شركة "سيريوم"، أُلغيت 35 رحلة يوم السبت و38 رحلة إضافية حتى منتصف صباح الأحد في مطارات هيثرو وبرلين وبروكسل. كما أظهرت بيانات "فلايت رادار 24" أن أكثر من 130 رحلة في هيثرو تعرضت لتأخيرات تجاوزت 20 دقيقة بحلول الساعة 11 صباحًا، بينما ألغيت 13 رحلة أخرى السبت، وعلى الرغم من استمرار غالبية الرحلات، إلا أن المسافرين واجهوا حالة من الإرباك والانتظار المطول.

إدارة مطار هيثرو حاولت طمأنة الركاب، مؤكدة أن "المشكلة خارجة عن سيطرتنا"، مشيرة إلى تعزيز فرق العمل على الأرض لتقليل حدة الأزمة. وأضافت في بيان رسمي أن الجهود مستمرة بالتعاون مع شركات الطيران لإعادة النظام إلى طبيعته، معربة عن اعتذارها للركاب الذين تأثروا بالتأخيرات.

أما في مطار بروكسل، فقد تحولت قاعات السفر إلى مشهد من الفوضى، حيث تأخرت جميع الرحلات تقريبًا من أصل 80 رحلة مقررة حتى منتصف النهار. وتراوحت فترات التأخير بين 15 دقيقة وأربع ساعات، فيما ألغيت 20 رحلة بالكامل. وأوضح المطار أن الهجوم الإلكتروني على مزود الخدمة الخارجي لأنظمة تسجيل الوصول والصعود أدى إلى "تعطيل واسع النطاق" في العمليات.

الوضع لم يكن أفضل حالًا في برلين، إذ شهد المطار أكثر من 70 رحلة متأخرة بحلول منتصف اليوم. إدارة المطار ناشدت المسافرين استخدام خدمات تسجيل الوصول عبر الإنترنت وأجهزة الخدمة الذاتية، إضافة إلى الاستفادة من أنظمة تسليم الأمتعة السريع، لتقليل الضغط على مكاتب تسجيل الوصول اليدوي.

هذه الأزمة تسلط الضوء من جديد على هشاشة البنية الرقمية لقطاع الطيران أمام التهديدات السيبرانية، في وقت تتزايد فيه الهجمات الإلكترونية التي تستهدف شركات البنية التحتية الحيوية عالميًا. وبينما تستمر الجهود لإعادة الأنظمة إلى مسارها الطبيعي، يبقى المسافرون أكبر المتضررين، عالقين بين رحلات ملغاة وتأخيرات طويلة قد تربك خطط سفرهم الدولية.