رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

اتفاق وشيك بين واشنطن وبكين لإنقاذ تيك توك من الحظر في الولايات المتحدة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يبدو أن الجدل الطويل حول مستقبل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة يقترب من نهايته، بعدما أعلنت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أن توقيع الصفقة المنتظرة قد يتم خلال الأيام القليلة المقبلة. 

هذا الإعلان جاء بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، والتي أعادت الأمل في التوصل إلى تسوية تنهي حالة الغموض التي أحاطت بالتطبيق الأكثر شعبية بين الشباب الأمريكي.

وكان الرئيس ترامب قد نشر على منصته "تروث سوشيال" تفاصيل مقتضبة حول المحادثة، مؤكدًا أن الجانبين أحرزا تقدمًا ملحوظًا بشأن صفقة تيك توك، وأنه يقدّر موافقة التطبيق على شروط التفاهم. كما أكد للصحفيين في المكتب البيضاوي أنه "وافق على الصفقة"، في إشارة إلى قرب انتهاء الأزمة التي استمرت أشهراً وشهدت تهديدات متكررة بحظر التطبيق داخل الولايات المتحدة.

لكن الإعلام الصيني نقل الرواية بشكل مختلف. إذ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وسائل الإعلام الرسمية في بكين أشارت إلى أن الرئيس شي شدد على احترام رغبات الشركة الأم "بايت دانس"، وأن المفاوضات التجارية يجب أن تُدار وفقًا لقواعد السوق والقوانين الصينية، بما يضمن مصالح الطرفين. هذا التباين في التصريحات يعكس الحساسية البالغة التي تحيط بالاتفاق، باعتباره يتجاوز مجرد صفقة تجارية ليأخذ أبعادًا سياسية وجيوستراتيجية.

من جهتها، أصدرت شركة بايت دانس بيانًا مقتضبًا أعربت فيه عن تقديرها لجهود الرئيسين ترامب وشي جين بينغ للحفاظ على استمرار التطبيق داخل السوق الأمريكي، مؤكدة التزامها بالقوانين المعمول بها، وضمان بقاء تيك توك متاحًا للملايين من المستخدمين الأمريكيين.

التفاصيل التي كشفتها كارولين ليفيت عبر برنامج "السبت في أمريكا" على قناة فوكس نيوز، سلطت الضوء على بنود الصفقة المرتقبة. وأوضحت أن ملكية تيك توك في الولايات المتحدة ستنتقل إلى هيكل يضمن سيطرة أمريكية واضحة، حيث سيتألف مجلس الإدارة من سبعة مقاعد، ستة منها مخصصة لممثلين أمريكيين، فيما تتولى شركة أوراكل إدارة بيانات المستخدمين وضمان حماية الخصوصية. كما أكدت أن الأمريكيين سيحكمون قبضتهم أيضًا على الخوارزمية الشهيرة التي تُعد العمود الفقري لنجاح التطبيق عالميًا.

ليفينت شددت على أن كل النقاط الجوهرية قد حُسمت بالفعل، ولم يتبق سوى التوقيع الرسمي للاتفاق، وهو ما تتوقعه خلال أيام قليلة. التقارير الصحفية في الولايات المتحدة أشارت بدورها إلى أن الجانبين قد وصلا بالفعل إلى المرحلة النهائية من المفاوضات، حيث تتضمن الخطة إطلاق نسخة جديدة من التطبيق مخصصة للمستخدمين الأمريكيين، مع استمرار استخدام تقنية بايت دانس، مقابل استثمار مليارات الدولارات لصالح إدارة ترامب، وإرساء ضمانات رقابية أمريكية كاملة.

ورغم هذه التطورات الإيجابية، لم تُوقع الصفقة حتى الآن بشكل رسمي، إذ منح الرئيس ترامب تمديدًا رابعًا لتأجيل قرار الحظر حتى شهر ديسمبر المقبل، ما يمنح واشنطن وبكين فرصة إضافية لتسوية آخر الملفات العالقة.

بهذا، يقف تيك توك أمام مفترق طرق حاسم: فإما أن ينجو من التهديدات بالحظر عبر اتفاق يعزز السيطرة الأمريكية على التطبيق ويضمن مصالح المستثمرين، أو يواجه مستقبلاً غير مضمون إذا ما تعثرت المفاوضات في اللحظة الأخيرة. ما هو مؤكد أن الصفقة المرتقبة ستحدد ليس فقط مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة، بل أيضًا شكل العلاقة الرقمية والتجارية بين أكبر اقتصادين في العالم خلال السنوات المقبلة.