رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

النكبة .. إسرائيل تواصل دفع الفلسطينيين للتهجير

بوابة الوفد الإلكترونية

7 آلاف دولار متوسط نقل العائلة الواحدة من شمال غزة لجنوبها
مليون فلسطينى صامد.. ونزوح 270 ألفًا وعودة 22 ألفًا لمناطقهم الأصلية 

الوقت من دم ومن أرواح الهائمين على وجوههم طوال الليل فى رحلة النزوح المر من شمال غزة إلى جنوبها.. النساء يطرقن ما تبقى من بيوت بسؤالهن المر وبصوت خجول «لو فى وسع»
الشمس حارقة والطابور طويل أمام مركز توزيع الطعام وطفلة تشكو الجوع والنزوح أيضا سيارات الإسعاف تنقل أشخاصا مجهولين الهوية حتى الملابس كانت محترقة، الطريق العام مكتظ بالنازحين، وآخرون افترشوا الطريق الترابى والأطفال يحصدون الخيبة والخذلان باكرا ودفاتر الدرس صارت وقودا لنار لن تنضج الطعام والبحر هائج بينما الرياح تقتلع الخيام.
تشهد مدينة غزة حالة من التصعيد الإسرائيلى العنيف، والنزوح القسرى فى ظل القصف المتواصل والاستهداف الممنهج لكل مناحى الحياة؛ لإجبار أصحاب الأرض على التهجير فى لحظة تاريخية فارقة يستصرخ فيها الجميع العالم «أجدادنا فى نكبة 1948 أخدوا مفتاح الدار معهم على أمل يرجعو واحنا فى 2025 أخدنا باب الدار معنا نولع فيه نار نطبخ عليها».
وقال جهاز الدفاع المدنى الفلسطينى إن الاحتلال قام بعملية عسكرية فى منطقة حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة دامت 27 يوما، دمر خلالها المدينة ومسح المنطقة الجنوبية منها بشكل كامل، مستخدما العربات المفخخة.
وقال إن العملية العسكرية الإسرائيلية انتقلت إلى منطقة الشيخ رضوان، ثم تل الهوى، حيث يستخدم الاحتلال العربات المفخخة بشكل مكثف، وتنفجر يوميا أكثر من 10 روبوتات متسببة فى تدمير البنايات بشكل كامل. وأكد الدكتور «منير البرش» مدير صحة غزة ان متوسط تكلفة نقل العائلة الواحدة 7 آلاف دولار من مدينة غزة للجنوب وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى أن أكثر من 900 ألف فلسطينى ما زالوا صامدين فى مدينة غزة وشمالها، رافضين بشكل قاطع النزوح نحو الجنوب، رغم وحشية القصف والإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى إطار تنفيذ جريمة التهجير القسرى الدائم المنافية لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
وأشار إلى أن الطواقم الحكومية رصدت تصاعد حركة النزوح القسرى من مدينة غزة باتجاه الجنوب نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية منذ أن بدأت جريمة الإخلاء الإجبارى، حيث اضطر ما يقارب 270 ألفا آخرين لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف.
وفى المقابل سجلت الطواقم أيضا حركة نزوح عكسى، إذ عاد أكثر من 22 ألفا إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات ظهر أمس بعد أن قاموا بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها فى الجنوب، ثم عادوا لمدينتهم بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة فى الجنوب.
أما منطقة المواصى فى خان يونس ورفح، والتى تضم حاليا نحو مليون نسمة وتروج لها سلطات الاحتلال زورا كمناطق إنسانية وآمنة؛ فقد تعرضت لأكثر من 110 غارات جوية وقصف متكرر خلفت ما يزيد عن ألفين شهيد فى مجازر متلاحقة ارتكبها الاحتلال داخل المنطقة.
وتفتقر هذه المناطق بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل.
أوضح المكتب الإعلامى أن المساحة التى خصصها الاحتلال فى خرائطه كمناطق إيواء لا تتجاوز 12% فقط من مساحة قطاع غزة، ويحاول حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها، فى إطار مخطط لإنشاء معسكرات تركيز ضمن سياسة التهجير القسرى الممنهجة، بهدف تفريغ شمال غزة ومدينة غزة فى جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية تخالف القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى. 
قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن الاحتلال الإسرائيلى يفجر يوميا عشرات العربات المفخخة فى مدينة غزة، مؤكدا أن كل تفجير يعادل زلزالا بقوة 3.7 درجت. ووثق الأورومتوسطى تفجير نحو 120 عربة بنحو 840 طنا من المتفجرات خلال أسبوع، وسط الأحياء السكنية فى مدينة غزة. وشدد أن هذا الاستخدام للعربات المفخخة لتدمير أحياء كاملة، يشكل جريمة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية.
أكد رئيس مجمع الشفاء الطبى «محمد أبوسلمية» أن الطواقم الطبية ملتزمة بواجبها الإنسانى والوطنى رغم حجم الفقد والدمار الذى يتعرضون له من انعدام المقومات الأساسية واستهداف منازلهم بشكل مباشر وفقدان أقاربهم.
وقد استهدف الاحتلال الإسرائيلى منزل عائلة «أبوسلمية» غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد شقيقه وعدد من أفراد عائلته. وأوضح «أبو سلمية» أن وزارة الصحة تواصل عملها بإصرارها على البقاء، رغم الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية ونقص الدواء والمعدات وانقطاع الكهرباء.
وأضاف أن ما يجرى من استهداف مباشر للمستشفيات والطواقم الطبية والمنازل يعكس محاولة الاحتلال كسر إرادة الفلسطينيين، مستدركاً: «لكن هذه المحاولات ستبوء بالفشل أمام عزيمة الأطباء والممرضين والمتطوعين الذين يقدمون أرواحهم من أجل واجبهم الإنسانى».

 

انطلاق أسطول الصمود العالمى من إيطاليا إلى القطاع

أعلن المتحدث باسم الأسطول البحرى الدولى، «نبيل شنوفى»، انطلاق أسطول الصمود العالمى من جنوب إيطاليا نحو اليونان، قبل أن يتجه مباشرة إلى شواطئ غزة، حاملاً أكثر من خمسين سفينة دولية تحمل رسالة إنسانية وسياسية واضحة.
وأوضح «شنوفى» فى تصريحات صحفية أن هذا التحرك شكل جزءا من جهد شعبى ودولى مستمر لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، مؤكدًا أن الأسطول مثل ضمير الشعوب الحرة وعبر عن موقف إنسانى رافض للمجازر والعدوان المستمر.
وأضاف أن السفن المشاركة ضمت متضامنين من مختلف الجنسيات وممثلين عن حركات إنسانية ومؤسسات مجتمع مدنى، مشددًا أن الهدف كان تذكير العالم أن غزة ليست وحدها، وأن المعاناة الفلسطينية مراقبة دوليًا ويجب الوقوف معها.
وأشار إلى أن أهمية الأسطول تكمن فى كونه صرخة بوجه المجتمع الدولى وتذكيرًا بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه إنهاء الحصار، مشددا على أن السكوت عن تجويع وقتل وتهجير الملايين تحت أعين العالم كان أمرا مرفوضا.
وأكد أن الهدف الأساسى للأسطول كان إيصال رسالة دعم وصمود للشعب الفلسطينى، مع التأكيد على أن البحر يظل شريان حياة مفتوحًا مهما حاول الاحتلال إغلاقه، وأن التضامن الشعبى مستمر بلا توقف مهما تصاعدت التحديات.
وأشار إلى أن المشاركين فى الأسطول مضوا نحو غزة حاملين رسالة الحرية والعدالة، ودعوة عاجلة لإنهاء العدوان ورفع الحصار فورًا. وانطلقت مجموعة من سفن «أسطول الصمود» من ميناء برشلونة الإسبانى فى نهاية أغسطس الماضى تبعتها قافلة أخرى فى اليوم الأول من سبتمبر الجارى من ميناء جنوى شمال غرب إيطاليا.
ووصلت السفن يوم الأحد الماضى إلى سواحل تونس، تمهيدا للتوجه نحو غزة لكسر الحصار الإسرائيلى وفتح ممر إنسانى لإيصال مساعدات عاجلة لإغاثة الفلسطينيين المجوعين.
ويأتى هذا التحرك فى وقت يعيش فيه قطاع غزة مجاعة غير مسبوقة نتيجة الإغلاق الإسرائيلى الكامل للمعابر منذ مارس الماضى، وحرمان أكثر من مليونى فلسطينى من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة.
ويشكل أسطول الصمود جزءًا من إرث طويل من المبادرات الشعبية والدولية لكسر الحصار، فقد انطلقت فى يونيو الماضى «قافلة الصمود المغاربية البرية» من تونس، وضمت آلاف المشاركين من تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا، لكنها توقفت عند بوابة سرت الليبية قبل الوصول إلى غزة.
وفى الشهر نفسه، أبحرت سفينة «مادلين» من إيطاليا محملة بالمساعدات الإنسانية، إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضتها فى المياه الدولية، ما أثار احتجاجات دولية وأعاد تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية فى غزة.
وتعكس هذه التحركات استمرار التضامن الشعبى والدولى مع الشعب الفلسطينى، وإصرار المجتمع العالمى على مواجهة العقبات وفتح الممرات الإنسانية، رغم كافة العراقيل والاعتراضات السابقة التى واجهتها المبادرات المشابهة منذ عام 2009 حتى اليوم.