تعليق بطولة MotoE للدراجات الكهربائية بعد موسم 2025 لضعف الإقبال

في قرار مثير للاهتمام يعكس التحديات التي تواجه صناعة المركبات الكهربائية، أعلن الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات النارية (FIM) بالتعاون مع MotoGP عن إيقاف بطولة العالم لسباقات الدراجات النارية الكهربائية MotoE مؤقتاً بعد نهاية موسم 2025.
القرار جاء نتيجة انخفاض نسب المشاهدة وعدم تحقيق السوق للتطور المنتظر في مجال الدراجات الكهربائية عالية الأداء.
قال خورخي فييغاس، رئيس الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات النارية، في بيان رسمي: "نعلن اليوم عن إيقاف بطولة FIM MotoE العالمية، ورغم كل الجهود المبذولة للترويج لهذا النوع المبتكر من السباقات بالتعاون مع شركة دورنا المالكة لحقوق MotoGP، إلا أننا لم نصل إلى أهدافنا، ولم يتطور قطاع الدراجات الكهربائية عالية الأداء كما كنا نأمل".
ورغم استثمار الموارد وإطلاق حملات للترويج، إلا أن البطولة لم تنجح في جذب قاعدة جماهيرية واسعة، مما قلل من قيمتها التسويقية والرياضية.
لا يزال هناك سباقان متبقيان في موسم 2025، وبعد انتهائهما سيدخل قرار الإيقاف المؤقت حيز التنفيذ.
وأكدت FIM وMotoGP أنهما لن يتخليا عن فكرة السباقات الكهربائية بشكل نهائي، بل سيواصلان مراقبة السوق وانتظار اللحظة المناسبة لإعادة إطلاق البطولة عندما تصبح التكنولوجيا والجمهور على استعداد أكبر.
بدأت بطولة MotoE في عام 2019 بجدول محدود من ستة سباقات على أربع جولات فقط. ومع مرور السنوات، شهدت البطولة توسعاً تدريجياً لتصل إلى 16 سباقاً في ثماني جولات، ما كان يعكس وقتها مؤشرات إيجابية عن مستقبلها.
لكن مع التحديات التقنية وضعف الإقبال الجماهيري، تم تقليص البطولة مجدداً إلى سبع جولات فقط في عام 2025، وهو ما اعتبره المراقبون مؤشراً على بداية التراجع.
من الناحية التقنية، مثّلت البطولة اختباراً حقيقياً لقدرات الدراجات الكهربائية، فبعد أن تولت شركة دوكاتي مهمة تزويد الفرق بالدراجات في عام 2023، خلفاً لدراجات Energica Ego Corsa، وصلت السرعة القصوى لهذه الدراجات إلى 171 ميلاً في الساعة.
ورغم أن هذه الأرقام تُعد مثيرة للإعجاب بالنسبة لمركبة كهربائية، فإنها ما زالت أقل بكثير من أداء دراجات MotoGP التقليدية التي تصل سرعتها إلى نحو 224 ميلاً في الساعة، كما أن بطاريات الدراجات الكهربائية كانت بالكاد تكفي لإتمام السباقات، وهو ما حدّ من مرونة البطولة وطابعها التنافسي.
أزمة ثقة في الدراجات الكهربائية عالية الأداء
يرى خبراء الصناعة أن تعليق بطولة MotoE يكشف عن أزمة ثقة في سوق الدراجات الكهربائية عالية الأداء، فعلى الرغم من الدعم السياسي والبيئي الكبير للمركبات الكهربائية في أوروبا والعالم، إلا أن الإقبال الجماهيري على سباقات هذا النوع ظل محدوداً.
ويرى آخرون أن الجمهور ينجذب أكثر إلى السرعة العالية والأصوات المدوية لدراجات البنزين التقليدية، وهو ما يفتقده المشهد في السباقات الكهربائية التي تبدو أكثر هدوءاً وأقل إثارة.
مع أن القرار قد يُعتبر نكسة لمحاولات إدخال التكنولوجيا الكهربائية إلى عالم السباقات، إلا أنه قد يكون مجرد توقف مؤقت لإعادة التقييم، ففي ظل التطور المستمر في تقنيات البطاريات وتحسن الأداء، قد تعود بطولة MotoE بصيغة أقوى وأكثر جاذبية في المستقبل.
إيقاف بطولة MotoE بعد موسم 2025 يوضح أن الثورة الكهربائية في عالم الرياضة ليست سهلة كما كان متوقعاً، فبين ضعف الإقبال الجماهيري والفجوة التقنية مع دراجات البنزين، تحتاج البطولة إلى وقت أطول لتثبت جدواها، وحتى ذلك الحين، ستبقى دراجات MotoGP التقليدية هي صاحبة الصدارة في عالم السرعة والإثارة.