مع دقات الجرس الأولى صباح اليوم، بدأت آلاف المدارس فى مختلف أنحاء البلاد فتح أبوابها لاستقبال الطلاب، معلنة انطلاق عام دراسى جديد يترقبه الجميع بآمال كبيرة وطموحات متجددة.
فى جولة ميدانية قام بها وزير التربية والتعليم صباح اليوم، أكد أن هذا العام سيكون مختلفًا، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت حزمة من القرارات الجديدة لتحسين جودة التعليم. وقال الوزير:
«نريد أن يكون التعليم هذا العام رحلة ممتعة، لا عبئًا على الطالب أو ولى الأمر. ركزنا على تطوير المناهج، وتخفيف الحشو الدراسى، وإدخال أنشطة إبداعية تنمى شخصية الطالب وتدربه على التفكير النقدى وحل المشكلات».
وفى مشهد لافت، اصطف الطلاب فى طابور الصباح بأزياء نظيفة وابتسامات عريضة، بينما تعالت أصوات النشيد الوطنى فى كل المدارس، ما أعاد للأذهان صورة التعليم كرافعة رئيسية لبناء الوطن.
الدكتور أحمد السعيد، الخبير التربوى وأستاذ أصول التربية، يرى أن العام الدراسى الجديد يمثل فرصة ذهبية لإعادة الثقة بين الطالب والمدرسة. ويضيف:
«التعليم لم يعد مجرد تلقين معلومات، بل أصبح بناء شخصية. إذا أردنا جيلًا مبدعًا، علينا أن نعطيه الفرصة ليسأل ويشارك ويخطئ ويتعلم. المدرسة ليست قاعة امتحانات فقط، بل مجتمع صغير يتعلم فيه الطفل معنى المواطنة والعمل الجماعى».
هذا التوجه الجديد يفتح الباب أمام إصلاح حقيقى، حيث تسعى الوزارة لتوفير بيئة تعليمية حديثة تشمل فصولًا ذكية، أنشطة فنية ورياضية، وبرامج لتطوير مهارات المعلمين، بما يتماشى مع رؤية الدولة لبناء الإنسان.
الأهالى أيضًا عبروا عن تفاؤلهم، حيث قالت إحدى الأمهات:
«أشعر بأن هذا العام سيكون مختلفًا فعلًا. ابنى متحمس للذهاب إلى المدرسة، والمناهج الجديدة تبدو أخف وأقرب لعقل الطفل».
إن بدء العام الدراسى ليس مجرد يوم فى التقويم، بل هو موسم جماعى لإعادة الأمل. موسم نبنى فيه الحلم، نزرع فيه القيم، ونطلق فيه طاقات الأطفال نحو مستقبل أفضل.
وفى نهاية اليوم الأول، وبينما يعود الطلاب إلى منازلهم محملين بالقصص والانطباعات، تبقى الحقيقة الكبرى: أن التعليم هو الاستثمار الأهم الذى لا يخسر أبدًا، وأن كل بداية دراسية هى فرصة لنكتب معًا قصة نجاح جديدة.