مجزرة الساجدين فى دارفور

ارتكبت أمس مليشيا الدعم السريع جريمة مروعة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد استهداف مسجد بطائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر، ما أسفر عن استشهاد 75 مصليا بينهم شيوخ وشباب، وقيادات أهلية وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وأكد شهود عيان ومسعفون طبيون أنهم تمكنوا من انتشال أكثر من 70 جثمانا من تحت الأنقاض جراء استهداف مسيرة تابعة للدعم السريع مسجدا فى حى الدرجة الأولى. وتسببت الصواريخ التى أطلقتها الطائرة المسيرة فى تدمير المسجد بشكل كامل، وهو أمر أرجعته المصادر لقوة الصواريخ المستخدمة.
وقالت غرفة طوارئ مخيم «أبوشوك»، إن ما لا يقل عن 20 من سكان المعسكر لقوا حتفهم جراء قصف المسجد. وأوضحت أن من بين الضحايا رئيس الإدارة الأهلية بالمعسكر العمدة «آدم عبدالله شرف» والملك «شريف» ملك إدارة دار سوينى، وآخرون من قادات المخيم.
وأجبرت الدعم السريع كامل سكان المخيم الواقع فى الجزء الشمالى من مدينة الفاشر، بعد أن ارتكبت ضدهم انتهاكات واسعة شملت القتل والنهب والاختطاف ودمرت كامل مصادر المياه وأحرقت السوق الرئيسى، المدنيين للفرار فى رحلة نزوح عكسية لداخل الفاشر.
وأدانت شبكة أطباء السودان أن الشبكة فى بيان لها ما وصفته بجريمة حرب مكتملة الأركان، مؤكدة أن استهداف السودانيين العزل يمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية، ووصمة عار فى جبين مرتكبيها.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولى، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقى، وجميع الجهات ذات الصلة، بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة.
كما حذرت من أن استمرار صمت المجتمع الدولى سيعد تواطؤا غير مباشر مع الجناة، ويزيد من خطر تكرار مثل هذه المجازر، الأمر الذى يهدد حياة الآلاف من المدنيين بالفاشر بكارثة إنسانية وشيكة.
ويؤوى حى الدرجة الأولى فى وسط الفاشر الذى كان سابقا يستضيف مقرات المنظمات الدولية والإقليمية وعددا من كبار القيادات السياسية ورجال الأعمال فى مدينة الفاشر، آلاف المدنيين الذين فروا من عدد من الأحياء.