قافلة دعوية تزور مستشفى بلبيس المركزي وتُهدي المرضى نسخًا من المصحف الشريف

في إطار الأنشطة الميدانية للقوافل الدعوية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، شهد مستشفى بلبيس المركزي بمحافظة الشرقية زيارة دعوية وإنسانية كان لها صدى واسع بين المرضى وذويهم والعاملين بالقطاع الطبي.
قاد الجولة الدعوية الشيخ سعيد عبدالدايم، مدير عام منطقة الدعوة والإعلام الديني بالشرقية، حيث حرص على الالتقاء بالمرضى داخل أقسام الكلى وعدد من الأقسام العلاجية الأخرى.
وقدّم خلال حديثه رسائل إيمانية رقيقة تحمل معاني الصبر والثبات، مؤكداً أن المرض اختبار يحتاج إلى عزيمة وإيمان، وأن الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة قادرة على بث الأمل في النفوس وتخفيف المعاناة.
ورافقه في الزيارة أعضاء القافلة الدعوية إلى الشرقية، منهم الشيخ عماد عبدالحليم من الأمانة العامة المساعدة للدعوة والإعلام الديني، إلى جانب الواعظة نجلاء إبراهيم التي شاركت بتقديم كلمات توجيهية للنساء المريضات وأسرهن، ركّزت فيها على قيمة الرضا والاحتساب واليقين برحمة الله.
وكان في استقبال القافلة عدد من القيادات الطبية بالمستشفى، من بينهم الدكتور أنور أحمد شاهين مدير مستشفى بلبيس المركزي، والدكتور حامد خطاب من مديرية الصحة بالشرقية، حيث عبّروا عن تقديرهم لهذه الزيارة التي جمعت بين الجانب الدعوي والدعم النفسي للمرضى.
وأكد مسؤولو الصحة أن مثل هذه المبادرات تعزز من التكامل بين المؤسسات الدينية والصحية في خدمة الإنسان، مشيرين إلى أن العلاج الروحي لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي في رحلة المريض نحو الشفاء.
وشهدت الجولة لفتة إنسانية لاقت استحسان الحاضرين، حيث قدّم الشيخ سعيد عبدالدايم نسخًا من المصحف الشريف كهدية للمرضى، في خطوة تعكس حرص الأزهر الشريف على أن يظل سنداً روحياً ومعنوياً لكل فئات المجتمع، لا سيما من يمرون بظروف صحية صعبة، وقد بدت علامات الارتياح على وجوه المرضى وأسرهم الذين استقبلوا الهدايا بالدعاء والشكر.
وتُجسّد هذه الزيارة رسالة الأزهر في التواصل مع الناس في مختلف مواقعهم، وتأكيد حضوره الفاعل في قلب المجتمع من خلال الكلمة الطيبة والموقف النبيل، فهي زيارة لم تقتصر على تقديم العظة والإرشاد، بل امتدت لتكون جسرًا من الرحمة والتكافل الإنساني، يحمل الأمل ويمنح الطمأنينة، ويعكس صورة دعوية راقية تدرك دورها الإصلاحي والاجتماعي.
إن تحرك القوافل الدعوية إلى المستشفيات يُمثل بُعدًا جديدًا في أداء الرسالة الدينية، حيث تخرج الدعوة من إطار المنابر إلى ميدان الواقع، وتصل إلى أماكن الألم، حاملة معها رسالة إنسانية سامية مفادها أن الدين ليس فقط عبادة، وإنما مشاركة وجدانية ومساندة للآخرين في أوقات المحن.
وبهذا المعنى، تواصل القوافل الدعوية رسالتها في نشر القيم الإسلامية السمحة، والتأكيد على أن الأزهر الشريف سيظل مؤسسة جامعة تعكس صورة الإسلام في رحمته وإنسانيته، وتبقى قريبة من المواطن في مختلف الظروف.