روبرت ريدفورد: ثروة تروي حكاية مجد سينمائي ورؤية ثقافية عميقة
بلغت ثروة روبرت ريدفورد الصافية في عام ألفين وخمسة وعشرين نحو مئتي مليون دولار أمريكي عند وفاته عن عمر ناهز تسعة وثمانين عامًا.
لم تكن هذه الثروة مجرد أرقام مالية بل انعكاسًا مباشرًا لمسيرة فنية طويلة ومؤثرة في عالم السينما الأمريكية والدولية.
واستطاع ريدفورد أن يبني إمبراطورية متكاملة من التمثيل والإخراج والإنتاج بالإضافة إلى تأسيس مهرجان صندانس الذي أصبح رمزًا عالميًا للسينما المستقلة.
البدايات المتواضعة وبذور النجاح
وُلد ريدفورد عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا. درس في جامعة كولورادو لفترة وجيزة ثم توجه إلى نيويورك لتعلم الرسم والتمثيل.
وبدأ خطواته الأولى على المسرح ثم على الشاشة الصغيرة قبل أن يسطع اسمه في برودواي من خلال مسرحية حافي القدمين في الحديقة.
ومن هناك انطلقت مسيرته السينمائية لتتجاوز حدود النجومية إلى التأثير الفني والثقافي.
من نجم شباك إلى مخرج حائز على الأوسكار
مع بداية السبعينيات أصبح ريدفورد من أبرز نجوم هوليوود من خلال أفلام مثل بوتش كاسيدي وصندانس كيد واللدغة وكل رجال الرئيس. في عام ألف وتسعمئة وثمانين أخرج فيلمه الأول أناس عاديون الذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل مخرج.
وتابع مسيرته في الإخراج بأعمال حصدت التقدير مثل نهر يجري من خلاله وبرنامج المسابقات مما عزز مكانته كمخرج لا يقل موهبة عن قدراته التمثيلية.
صندانس والفكر المستقل
أسس ريدفورد معهد صندانس عام ألف وتسعمئة وواحد وثمانين ليكون بمثابة منصة لصناع الأفلام المستقلين. ومع مرور السنوات تحوّل مهرجان صندانس السينمائي إلى أهم حدث عالمي في دعم السينما البديلة واكتشاف المواهب الجديدة.
لم يكن هذا المشروع مجرد مبادرة فنية بل كان استثمارًا طويل الأمد في الثقافة والمجتمع وأحد أبرز مصادر ثروته ونفوذه الفني.
ثروة تعكس الاستدامة والتنوع
امتلك ريدفورد عددًا من العقارات في ولايات يوتا وكاليفورنيا وكولورادو ونيو مكسيكو. كما قام ببيع بعض ممتلكاته في ماليبو ووادي نابا بمبالغ ضخمة دعمت نمو ثروته. إلى جانب ذلك كان ناشطًا بيئيًا ومؤيدًا لقضايا العدالة الاجتماعية وهو ما جعله يحظى باحترام واسع داخل وخارج الوسط الفني.
تكريمات وجوائز تليق بإرثه
حصل ريدفورد على جائزة الأوسكار الفخرية عن مجمل أعماله عام ألفين واثنين بالإضافة إلى أوسكار أفضل مخرج وجوائز مرموقة مثل وسام الحرية الرئاسي وتكريم مركز كينيدي. وقد مثّل نموذجًا للفنان الذي يوازن بين المجد الشخصي والمسؤولية الاجتماعية.
أثر لا يُمحى
تجاوزت ثروة ريدفورد الأبعاد المادية لتكون رمزًا لحياة كرسها لخدمة الفن والمجتمع معًا. وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما كمثال للفنان الذي ارتقى بالسينما المستقلة وفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة.