أمريكا تمنح الضوء الأخضر لتهجيرالفلسطينيين
أضخم عملية اجتياح برى فى غزة

صعدت حكومة الاحتلال الصهيونى جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض بقطاع غزة أمس، ضمن أضخم عملية لاجتياح برى لمدينة غزة أكبر مدن القطاع شمالا، فيما دفعت المجازر الوحشية الفلسطينيين للنزوح للمحافظات الوسطى والجنوب.
وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مباركته العملية بحجة الضغط على المقاومة الفلسطينية ممثلة فى حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وكان وزير الخارجية الأمريكى مارك ربيو قد ناقش العملية، كما شارك فى أعمال الحفر التى نفذها «نتنياهو» فى أحد الأنفاق أسفل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وزار وزير الحرب الصهيونى يسرائيل كاتس اللواء 162 الذى بدأ المناورات فى مدينة غزة، وقال: «نحن الآن فى أهم نقطة اختبار لإكمال وحسم هذه المعركة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى شيئين فقط من حماس ولن تعطيهما طواعية: إطلاق سراح جميع الرهائن وتفكيك أسلحتها». وزعم أنه «كلما كانت شدة الهجوم هنا أكبر، فإنها أولاً وقبل كل شىء تحسم حماس بشكل مباشر، كما أنها تخلق رافعة أكبر لإطلاق سراح الرهائن».
وحذر رئيس عمليات قوات الاحتلال السابق يسرائيل زيف من أن احتلال غزة سيؤدى لدفع سكانها نحو مصر، وهو ما قد تعتبره القاهرة إعلان حرب. وأكد أن انفجار الأوضاع على الحدود المصرية ستكون له عواقب كارثية. وقال إنه كان بإمكان إسرائيل بعد الهجوم الفاشل فى قطر إصلاح الوضع بإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن قمة الدوحة أظهرت نشأة تحالف إقليمى ضد إسرائيل بدلا من تحالف ضد إيران. وأضاف أن احتلال غزة سيؤدى حتما إلى مقتل الرهائن وعدد كبير من القوات، وأن دخول غزة سيسجل فى التاريخ بوصفه فشلا وأن ثمنه سيتضح كل يوم ولسنوات قادمة.
وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن مخاوف متصاعدة داخل المؤسسة العسكرية من تدهور الأوضاع الإنسانية فى المنطقة التى يصفها الاحتلال الإسرائيلى بـ«الإنسانية» وسط قطاع غزة، والمخصصة لتجميع مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين من شمال القطاع ومدينة غزة.
وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الاحتلال الإسرائيلى يواجه صعوبات كبيرة فى تأمين احتياجات أساسية لما يقارب مليونى نسمة سيتم حصرهم فى تلك المنطقة، التى تمتد بين المواصى قرب خان يونس ومخيمات اللاجئين فى دير البلح.
وأكد المتحدث الإعلامى باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عدنان أبوحسنة أن دفع مليون فلسطينى إلى مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً يعنى تكديس أكثر من مليونى إنسان فى هذه البقعة الصغيرة، أى ما يقارب 70 ألف شخص فى الكيلومتر المربع الواحد، وهو أمر مستحيل.
وأكدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين خلال حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة والقاضية السابقة فى المحكمة الجنائية الدولية، نافى بيلاى، إن «إبادة جماعية تحدث فى غزة». وأضافت بيلاى فى تصريحات صحفية: «خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث فى غزة ولا تزال جارية، وأن المسئولية تتحملها إسرائيل».
واعتبرت لجنة التحقيق أن تصريحات سلطات الاحتلال دليل مباشر على وجود نية الإبادة الجماعية. وألقت اللجنة بالمسئولية عن الجرائم المروعة فى غزة على عاتق السلطات الإسرائيلية على أعلى المستويات. وقالت إن «السلطات الإسرائيلية قادت حملة إبادة جماعية فى غزة منذ ما يقرب من عامين بهدف محدد هو القضاء على الفلسطينيين».
ويناقش المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية اليوم خططًا لبناء (1276) وحدة استيطانية فى أنحاء الضفة المحتلة. وأشارت حركة «السلام الآن» (يسارية إسرائيلية متخصصة بمراقبة النشاطات الاستيطانية) إلى أن سلطات الاحتلال صادقت مؤخرا على إيداع مخطط مستوطنة «عسائيل»، الواقعة أيضًا فى تلال جنوب الخليل، مشيرة إلى أنه بهذه الخطوة، تمضى حكومة إسرائيل قدمًا فى إجراءات إضفاء الشرعية على اثنتين من المستوطنات العشر التى أقرّتها فى فبراير 2023.