الشرقية تضبط مخالفات صيد جائر بالكهرباء بترعة الإسماعيلية في بلبيس

شنت الأجهزة التنفيذية والأمنية بمحافظة الشرقية حملة موسعة لضبط مخالفات الصيد الجائر باستخدام الكهرباء بترعة الإسماعيلية في مركز ومدينة بلبيس، وذلك بالتنسيق بين وحدة الثروة السمكية والإنتاج الحيواني بديوان عام المحافظة، وشرطة البيئة والمسطحات المائية، وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، وجهاز شؤون البيئة، ومديرية الزراعة والري، ومكتب مصايد الزقازيق، وهندسة ري شرق بلبيس، ومجلس مدينة بلبيس.
وتأتي هذه التحركات الرسمية استجابة لما نشرته جريدة الوفد مؤخراً، في تحقيق صحفي تناول ظاهرة الصيد الجائر للأسماك بالمجاري المائية في محافظة الشرقية، والتحذير من مخاطرها على البيئة المائية والمخزون السمكي وصحة المواطنين، وهو ما دفع الجهات المعنية للتحرك الفوري وتشديد الرقابة على المصايد.
وقالت هبة عبد التواب، مديرة وحدة الثروة السمكية والإنتاج الحيواني بديوان عام المحافظة، إن اللجنة المشكلة لحماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية واصلت تنفيذ القانون على أرض الواقع لمواجهة أي مخالفات في قطاع الصيد.
وأوضحت أن الحملة الأخيرة بترعة الإسماعيلية تمكنت من ضبط عدد من المراكب غير المرخصة أثناء ممارسة الصيد بالكهرباء، وهو أسلوب محظور لما له من أضرار جسيمة على المخزون السمكي وصحة المستهلكين.
وأضافت أن استخدام الكهرباء في الصيد يؤدي إلى قتل الأسماك الصغيرة وتدمير البيئة المائية، فضلاً عن تسببه في نزيف داخلي وسكتة دماغية للأسماك تؤدي إلى شلل تام في أجزاء الجسم، وهو ما يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية في "إحسان تزكية الحيوان"، إلى جانب خطورته الصحية المحتملة على الإنسان عند تناوله لهذه الأسماك.
وقد أسفرت الحملة عن ضبط أربع مراكب مخالفة (فلوكة) تستخدم الصيد بالكهرباء، بالإضافة إلى مراكب أخرى منتهي ترخيصها، حيث تم التحفظ على جميع المضبوطات بمخازن مصايد الزقازيق، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.
وأكد العقيد محمد سويلم، مدير شرطة البيئة والمسطحات المائية بالشرقية، أن الحملات ستتواصل بشكل مستمر لضبط الممارسات غير المشروعة التي تستنزف الثروة السمكية، مشيراً إلى أن التنسيق قائم مع جميع الأجهزة التنفيذية لضمان القضاء على الصيد الجائر.
وناشدت محافظة الشرقية المواطنين بضرورة التعاون والإبلاغ عن أي حالات صيد بالكهرباء يتم رصدها في المجاري المائية، وذلك عبر التواصل مع مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة على الخط الساخن 114، أو من خلال الخطوط الأرضية:
055/2303693
055/2312540
055/2314004
وشدد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، على أن الحفاظ على المجاري المائية والثروة السمكية يمثل أولوية قصوى للمحافظة، مؤكداً أن هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية الدولة لحماية الموارد الطبيعية، وضمان توفير غذاء آمن وصحي للمواطنين.
ودعا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة التنفيذية، مشيراً إلى أن الثروة المائية تمثل أحد ركائز الأمن الغذائي التي لا يجوز التفريط فيها.
وسلّط التحقيق الصحفي الذي نُشر بجريدة «الوفد» في فبراير الماضي؛ الضوء على ظاهرة الصيد غير المشروع بالتيار الكهربائي في محافظة الشرقية، كاشفًا عن ممارسات خطيرة تهدد الثروة السمكية والتوازن البيئي. وتبيّن من خلال تصريحات المهندس محمد عسكر، رئيس فرع جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية بالمحافظة، أن بعض الصيادين، لا سيما من أصحاب السوابق، يلجأون إلى الصيد بالصعق الكهربائي لما له من عائد اقتصادي سريع، رغم خطورته البيئية والصحية.
وأوضح التحقيق أن هذه الطريقة تؤدي إلى قتل الأسماك الصغيرة «الزريعة»، وتدمير الكائنات الحية في قاع المجاري المائية، كما أنها محرّمة شرعًا ومجرّمة قانونًا، حيث تصل عقوبتها إلى السجن والغرامة. ورصد التحقيق استخدام المخالفين لمولدات كهربائية أو أسلاك مسروقة من أعمدة الكهرباء، وغالبًا ما تتم هذه الممارسات في الخفاء بعد منتصف الليل.
وأكدت الجهات الرقابية أن حملات التفتيش المستمرة ساهمت في الحد من انتشار هذه الظاهرة، مع تأكيد دار الإفتاء المصرية على تحريم هذا النوع من الصيد لما فيه من تعذيب للكائنات الحية ومخالفة لمقاصد الرحمة في الشريعة الإسلامية.


