رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

iPhone Air يثير الجدل.. أنحف هواتف آبل بسعر مرتفع ومواصفات أقل

iPhone Air
iPhone Air

في عالم التسويق، هناك إستراتيجية قديمة تُعرف باسم "الترسيخ"، حيث تضع الشركات منتجًا متوسط القيمة بجوار منتج آخر تريد بيعه فعليًا، فيبدو خيار الشراء مائلًا تلقائيًا نحو ما تريد الشركة ترويجه. 

شركة آبل ليست غريبة عن هذه الاستراتيجية، لكن طرحها لهاتف iPhone Air يبدو وكأنه النسخة الأكثر تطرفًا من هذا المفهوم، ما جعله محور جدل واسع بين المتابعين بعد حدثها الأخير.

خلال السنوات الماضية، التزمت آبل بخط إنتاج واضح لأجهزة آيفون: الطراز الأساسي، النسخة Pro، والإصدارات الأكبر حجمًا من كليهما. هذا العام، تخلت الشركة عن إصدار Plus لصالح iPhone Air، وهو هاتف أنحف من أي وقت مضى بسمك لا يتجاوز 5.64 ملم، مقارنة بـ 7.95 ملم في آيفون 17 العادي. 

يأتي Air أيضًا مع معالج أقوى (A19 Pro)، بينما يكتفي الطراز الأساسي بمعالج A19. حتى حجم الشاشة أكبر قليلًا عند 6.5 بوصة بدلًا من 6.3 بوصة.

لكن عند تجاوز هذه النقاط، يبدأ الخلل في الظهور. فالهاتف يقدم تنازلات جوهرية تجعل مقارنته بالطراز الأساسي غير عادلة لصالحه. فبينما يتميز iPhone 17 العادي بكاميرتين بدقة 48 ميجابكسل وبطارية أكبر تتيح عمر تشغيل أطول، يكتفي Air بكاميرا واحدة فقط، ما يضعف قدراته في التصوير. والأسوأ أن سعر Air يبدأ من 999 دولارًا، في حين أن iPhone 17 الأساسي يتوفر بسعر 799 دولارًا مع مساحة تخزين 256 جيجابايت، أي أنه يمنح المستخدم قيمة أعلى بسعر أقل بكثير.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل فعلاً كان السوق بحاجة لهاتف أنحف؟ لعقد كامل، كانت الهواتف تزداد حجمًا، ولم يبدُ أن المستهلكين يمانعون ذلك، طالما كانت المزايا في الأداء والبطارية والشاشة تستحق. حتى توقف إنتاج iPhone SE أثبت أن الطلب على الهواتف الأصغر ليس كبيرًا. ومع ذلك، اختارت آبل أن تستثمر في تقليص السمك بدلًا من التركيز على تحسين عناصر يحتاجها المستخدم فعلًا، مثل البطارية أو الكاميرات.

من منظور آخر، قد يُنظر إلى iPhone Air باعتباره خطوة تجريبية في خارطة طريق آبل طويلة المدى. فكما حدث مع MacBook Air الذي أصبح لاحقًا الشكل القياسي لأجهزة ماك، يبدو أن الشركة تسعى لتهيئة المستخدمين تدريجيًا نحو تصميمات أنحف، وربما حتى أجهزة قابلة للطي. وبالنظر إلى أن سامسونج وهونر قدما هواتف قابلة للطي بسمك 9 ملم عند الطي، فإن إطلاق Air بسمك 5.64 ملم قد يكون مقدمة لهاتف آيفون قابل للطي في المستقبل القريب.

لكن على المدى القصير، يظل iPhone Air خيارًا صعب التبرير بالنسبة لغالبية المستهلكين. فهو لا يقدم قيمة تتناسب مع سعره مقارنة بآيفون 17 الأساسي، ولا يقترب من قوة ومزايا iPhone 17 Pro أو Pro Max. في الواقع، قد يبدو وكأنه وُجد فقط لتوجيه المشترين بعيدًا عنه نحو الخيارات الأخرى، أي أنه مثال عملي على "الترسيخ" الذي تحدث عنه خبراء التسويق.

واختُتم حدث Apple Awe Dropping بالإعلان عن مجموعة واسعة من المنتجات الجديدة: iPhone 17 وiPhone Air وiPhone 17 Pro وPro Max، بالإضافة إلى AirPods Pro 3 بميزات مثل الترجمة الفورية ومستشعر معدل ضربات القلب، وساعات Apple Watch SE 3 وSeries 11 وUltra 3. كما أعلنت الشركة أن تحديث iOS 26 متاحًا مجانًا بدءًا من 15 سبتمبر.

في النهاية، يمكن القول إن iPhone Air ليس مجرد هاتف جديد، بل هو إشارة من آبل إلى الاتجاه الذي تريد أن تسلكه صناعة الهواتف الذكية. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيقبل المستخدمون بدفع المزيد مقابل تصميم أنحف وتنازلات أكبر، أم سيتجهون إلى الطرازات الأخرى التي تقدم قيمة حقيقية بسعر أقل؟