الطائرات الإسرائيلية تواصل استهداف غزة والنزوح يتفاقم (شاهد)

قال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" في دير البلح، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يزال مستمرا بكثافة منذ ساعات الفجر الأولى، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية تواصل تحليقها المكثف في أجواء مدينة غزة، وتفتح نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه مناطق عدة، أبرزها حي "تل الهواء" جنوب غرب المدينة، والذي يؤوي عدداً كبيراً من النازحين الفلسطينيين.
وأوضح جبر خلال رسالة على الهواء، أن سلسلة من الغارات الجوية طالت أيضا منطقة الأمن العام شمال المدينة، بالإضافة إلى قصف مكثف استهدف حي النصر ومخيم الشاطئ، إلى جانب قصف مدفعي مستمر يستهدف الأحياء الشرقية للمدينة، لافتا إلى أن هذا التصعيد أدى إلى حركة نزوح واسعة للسكان الفلسطينيين من غزة نحو المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، في محاولة للفرار من الضربات المتواصلة والبحث عن قدر من الأمان.
وأضاف المراسل أن شارع الرشيد الساحلي، الذي يربط محافظات القطاع، يشهد ازدحاماً كبيراً نتيجة التدفق السكاني الكثيف، حيث اضطر عدد كبير من السكان لقطع مسافات تتجاوز 20 كيلومتراً سيراً على الأقدام بعد تعذر الوصول إلى وسائل النقل، مؤكدا أن مشهد النزوح الجماعي يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكثر من عامين.
ضياء رشوان: أوروبا تتجه لعزل إسرائيل.. وبريطانيا تغيّر موقفها
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن ما يُتداول حول قيام الكلية الملكية العسكرية البريطانية بمنع دخول وفود إسرائيلية يحمل دلالة سياسية عميقة، خاصة في ضوء التاريخ البريطاني المرتبط بتأسيس دولة إسرائيل عبر «وعد بلفور»، إلى جانب فرنسا التي شاركت في اتفاقية «سايكس – بيكو» لتقسيم المشرق العربي.
وأشار رشوان، في حواره مع الإعلامي شادي شاش مقدم برنامج «ستوديو إكسترا»، عبر قناة «إكسترا نيوز» إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت يجتمع فيه قادة عرب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب ممثلين من بريطانيا، فرنسا، وكندا، لمناقشة قيام دولة فلسطينية، مضيفًا: «قبل عامين فقط، كان مثل هذا المشهد يُعد ضربًا من الخيال، ليس حتى خيالًا علميًا، بل خيالًا تخريفيًا».
تشهد الساحة السياسية اشتباكًا علنيًا
ولفت إلى أن أحدًا لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى درجة تمنع فيها دول مثل بريطانيا أو ألمانيا تصدير الأسلحة لإسرائيل، أو أن تشهد الساحة السياسية اشتباكًا علنيًا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ذاكّرًا بأن فرنسا وبريطانيا كانتا جزءًا من العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، وشاركتا إلى جانب إسرائيل في احتلال سيناء والتقدم حتى بورسعيد، مشددًا على ضرورة عدم نسيان التاريخ.
وأكد رشوان أن إسرائيل كانت في السابق جزءًا رئيسيًا من التحالف الأوروبي قبل أن تتصدر الولايات المتحدة المشهد الدولي، موضحًا أن ما يحدث اليوم يعكس تحولاً في المواقف الأوروبية، مع اتجاه متزايد داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، مضيفًا أن «من المرجّح أن يؤدي استمرار العدوان الإسرائيلي إلى إلغاء عدد كبير من تلك الاتفاقيات».