أوين كوبر يدخل التاريخ كأصغر فائز بجائزة إيمي في تاريخ التلفزيون

في إنجاز غير مسبوق، حفر الممثل البريطاني الشاب أوين كوبر اسمه في سجلات جوائز إيمي، بعد أن أصبح في سن الخامسة عشرة أصغر ممثل يفوز بالجائزة منذ انطلاقها.
وجاء هذا الفوز عن دوره المؤثر في المسلسل المحدود Adolescent، الذي عرض على منصة نتفليكس وحقق شهرة واسعة منذ إطلاقه في مارس من هذا العام.
يُجسد كوبر في العمل شخصية جيمي ميلر، وهو صبي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا يُتهم بقتل زميله في المدرسة.
ورغم أن هذا هو الظهور الأول له على الشاشة، فقد أبهر النقاد والجمهور بأدائه الطبيعي والحساس، ما جعله يتفوّق على عدد من النجوم المخضرمين الذين نافسوه في فئة "أفضل ممثل مساعد في مسلسل محدود أو مختارات أو فيلم"، ومنهم خافيير بارديم وبيل كامب وآشلي والترز وبيتر سارسجارد.
كلمات متواضعة من قلب المنصة
عند صعوده إلى المسرح لاستلام الجائزة، تحدث كوبر بعفوية لافتة، قائلًا إن مجرد وجوده في الحفل أمر "غريب للغاية"، مشيرًا إلى أنه بدأ دراسة التمثيل قبل عامين فقط ولم يكن يتخيل أنه سيقف يومًا ما على منصة جوائز إيمي في الولايات المتحدة. وأضاف: "أعتقد أن هذه الليلة تثبت أنك إذا خرجت من منطقة الراحة واستسلمت للتجربة، فإن كل شيء ممكن".
وفي لحظة مؤثرة، وجّه كوبر الشكر لعائلته التي دعمته، وكذلك لمبدعي العمل جاك ثورن وستيفن جراهام، قائلاً إن الجائزة لا تخصه وحده بل تعود إلى كل من يقفون خلف الكواليس.
مسلسل "Adolescent": ظاهرة درامية
منذ صدوره، حصد مسلسل Adolescent إشادات نقدية واسعة، وحقق نسب مشاهدة قياسية جعلته ثاني أكثر المسلسلات الناطقة بالإنجليزية مشاهدة على نتفليكس، متفوقًا حتى على أعمال ضخمة مثل Stranger Things. ويعود هذا النجاح في جزء كبير منه إلى الأداء المتقن الذي قدمه كوبر، والذي ساهم في تسليط الضوء على العمل، ليس فقط كقطعة درامية مشوّقة، بل كعمل إنساني يستكشف تعقيدات المراهقة والذنب والبراءة.
نجاح مزدوج لطاقم العمل
لم يكن كوبر وحده من حظي بالتكريم في هذه الليلة؛ فقد فازت الممثلة إيرين دوهيرتي، التي لعبت دور الطبيبة النفسية بريوني أريستون في المسلسل، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة في نفس الفئة.
وأكدت في تصريحات صحفية سابقة أن العمل كان "مؤلمًا ومؤثرًا بقدر ما كان ضروريًا"، مشيرة إلى التحديات النفسية العميقة التي يتناولها النص وتأثيره الكبير على الجمهور.
موهبة صاعدة ترسم مستقبلًا واعدًا
نجاح أوين كوبر لم يكن لحظة عابرة في موسم الجوائز، بل يشير إلى ميلاد نجم جديد في عالم التمثيل.
ولا يسلط هذا الفوز الضوء على موهبته المبكرة فحسب، بل يمثل أيضًا رسالة أمل للشباب الطامحين، بأن الإبداع الحقيقي لا يعرف عمرًا، وأن الجرأة على التجربة يمكن أن تؤدي إلى أعظم الانتصارات.