العلم يكشف: هذا هو أفضل رد على الإهانة ثلاث كلمات تغيّر المعادلة النفسية!
عندما يُلقي شخص ما إهانة جارحة، غالبًا ما نشعر بالجمود والذهول، غير قادرين على الرد بطريقة ذكية أو تحفظ كرامتنا، لكن العلم الآن يقدم لنا السلاح الأمثل في وجه الكلمات المؤذية، وهو سلاح لا يتجاوز ثلاث كلمات فقط.
ففي مقال علمي نشره عالم الأعصاب والمحاضر البريطاني الدكتور دين بورنيت، يُؤكد أن الرد الأمثل على الإهانات ليس بالضرورة الهجوم المضاد أو الغضب، بل استخدام أسلوب ساخر وذكي يُفقد الطرف الآخر هيمنته على الموقف، ويحوّل السخرية إلى سلاح ضده.
"اهدئي يا جدتي": رد ساخر لكنه فعّال!
العبارة التي يقترحها الدكتور بورنيت كـ"أفضل رد على الإهانة" هي ببساطة: "اهدئي يا جدتي".
قد تبدو الجملة خفيفة، بل مضحكة، لكنها فعليًا تضع المهين في موقع الضعف، وتُظهره كمنفصل عن الواقع، أو كأنه شخص كبير في السن يحاول فرض آرائه القديمة على غيره.
يشرح بورنيت: "عندما يقول لك أحدهم مثلًا: 'تسريحة شعرك تبدو غبية'، ورددت عليه بـ'اهدئي يا جدتي'، فأنت بذلك تضعه في قالب ساخر يُفقده مصداقيته، ويجعل إهانته تفقد تأثيرها."
وبحسب بورنيت، فإن قوة الإهانة لا تأتي فقط من الكلمات نفسها، بل من ردّ فعلنا تجاهها. فإذا أظهرت أنك غير متأثر، بل وتتعامل بسخرية، فأنت تنزع سلاح الطرف الآخر بالكامل.
استخدام كلماتهم ضدهم: استراتيجية ذكية
من بين الأساليب الأخرى التي ينصح بها بورنيت، هي استخدام كلمات المُهين نفسه بطريقة ساخرة.
على سبيل المثال، إذا قال أحدهم: "لا أفهم لماذا شريكك الوسيم معك"، يمكنك الرد بجملة مثل: "هل تريدينني أن أشرح لكِ ذلك... باستخدام أقلام التلوين؟".
ويجعل هذا النوع من الردود المُهين يبدو غبيًا، ويحول تعليقه السلبي إلى نقطة ضعف ضده.
لا تمنحهم السلطة على مشاعرك
يركز بورنيت على مبدأ أساسي: لا تمنح المُهين سلطة على مشاعرك. فالردود الساخرة لا تهدف إلى الإهانة المضادة، بل إلى سحب السيطرة من الطرف الآخر.
في بعض الحالات، يمكن حتى استخدام أسلوب "النقد البناء الساخر"، كأن تقول مثلًا: "نعم، أتمنى أن أكون سمينًا... فقد دفعت الكثير من المال لأصل إلى هذه النتيجة!" – وهنا تتحكم في السرد، وتحوّل الإهانة إلى لحظة خفيفة وروح دعابة.
الكلمات تؤذي مثل الضربات
رغم الشائع من الأقوال مثل: "العصي والحجارة قد تكسر عظامي، لكن الكلمات لا تؤذيني"، يُبيّن بورنيت أن هذا المفهوم غير دقيق علميًا.
فالدراسات الحديثة تُظهر أن الإهانة تفعّل نفس مناطق الألم في الدماغ، تمامًا كما يفعل الألم الجسدي.
كما تشير أبحاث من جامعة "ليفربول جون موريس" إلى أن الإساءة اللفظية في الطفولة قد تترك ندوبًا نفسية عميقة لا تقل خطورة عن الإيذاء الجسدي.
العلم يؤكد: لا حاجة للغضب أو الانتقام عند التعرض للإهانة. استبدل ذلك بابتسامة ساخرة، وردّ ذكي، وثقة داخلية تجعلك المتحكم الحقيقي بالموقف.