رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تسليم المتهم باغتيال كيرك وترامب يطالب بإعدامه

بوابة الوفد الإلكترونية


«هيجست» يعلن الحرب داخل الجيش الأمريكى على المحتفلين بموته
«فريدمان» لرجل البيت الأبيض: السلام الداخلى أولوية قبل نوبل «أوكرانيا وغزة»
 

أنهت الشرطة الأمريكية مطاردة استمرت يومين بعدما سلّم مات روبنسون، العمدة السابق وصديق العائلة، ابنه تايلر البالغ من العمر 22 عاماً والمشتبه به فى اغتيال الناشط اليمينى البارز تشارلى كيرك. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن خبر الاعتقال بنفسه خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، مؤكداً أن المتهم يستحق عقوبة الإعدام، واصفاً الجريمة بأنها ضربة شخصية استهدفت صديقه الأقرب وحليفه السياسى.


المشتبه به كان يعيش فى منزل عائلته الفخم فى واشنطن بولاية يوتا وتدل الصور العائلية على اهتمامه الطويل بالأسلحة النارية، حيث ظهر فى عدة مناسبات يحمل مسدسات وبنادق ثقيلة بينها مدفع رشاش من طراز براوننغ. أفراد عائلته أكدوا أنه ازداد ميولاً سياسية فى الأشهر الأخيرة وأنه عبّر على مائدة العشاء عن احتقار واضح لكيرك. وجدت نقوشاً على الرصاص الذى استخدمه تضمنت عبارات معادية مثل: «يا فاشي! أمسك!» و«بيلا تشاو» فى إشارة إلى النشيد المناهض للفاشية من الحرب العالمية الثانية.
الانتقادات طالت مكتب التحقيقات الفيدرالى بسبب ما اعتبر تقاعساً فى انطلاق عملية المطاردة، حيث اضطر مدير المكتب الجديد كاش باتيل إلى الدفاع عن نفسه بعد أن صرح بشكل متسرع بأن القبض تم فى وقت أبكر. البيت الأبيض وقف إلى جانبه مؤكداً أنه عمل بلا كلل لحل القضية، فيما عبر نائب الرئيس جيه دى فانس عن امتنانه للسلطات المحلية والاتحادية على «العمل الجاد» مؤكداً قربه الشخصى من كيرك الذى تولى بنفسه نقل جثمانه على متن الطائرة الرئاسية الثانية إلى أريزونا حيث تعيش أرملته إيريكا وطفلاه.
الجريمة وقعت فى لحظة حساسة بالنسبة لإدارة ترامب التى تعهدت بالتصدى للجرائم العنيفة بنشر قوات فى المدن الكبرى، خطوة وصفها المنتقدون بأنها حملة قمع استبدادية. وبالفعل أعلن ترامب إرسال الحرس الوطنى إلى ممفيس مع احتمال توسيع الخطة إلى شيكاغو ولوس أنجلوس.
فى خضم الفوضى، ادعى ناشط سياسى مسن يدعى جورج زين مسؤوليته عن إطلاق النار لكن الشرطة سرعان ما أطلقت سراحه مؤكدة أنه ليس المشتبه به، فيما وُجهت له تهمة عرقلة العدالة. وهكذا تحولت مطاردة بدأت بمعلومات متضاربة إلى لحظة فاصلة بعد أن حسم والد تايلر المسألة وسلم ابنه بنفسه للسلطات.
فيما أصدر وزير الحرب بيت هيجسيث تعليماته لمسئولى البنتاجون بمراقبة أفراد الجيش الذين يحتفلون باغتيال كيرك، حيث اكتشف المحققون عبر الإنترنت العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى من قبل مسؤولين حكوميين ومعلمين وأساتذة وحتى أفراد من القوات المسلحة يهتفون أو يسخرون بشكل فظيع من اغتيال كيرك.
وكتب هيجسيث: «نتابع كل هذه الأمور عن كثب، وسنعالجها فوراً. هذا أمر غير مقبول»، واكدت شبكة أن بى سى نيوز أن هيجسيث أمر موظفيه بتحديد هوية أى أفراد من الخدمة العسكرية أو أشخاص مرتبطين بوزارة الحرب يتغاضون عن عمل العنف السياسى حتى يمكن فصلهم. وبحسب الصحيفة، فقد تم بالفعل إنهاء خدمة العديد من أفراد الخدمة بسبب مثل هذه المناصب .
وفى مقال مطول، وجّه الكاتب الأمريكي توماس فريدمان رسالة مباشرة إلى ترامب دعا فيها إلى استغلال اللحظة الحرجة التى تعيشها الولايات المتحدة بعد اغتيال كيرك، من أجل إطلاق مبادرة تاريخية لتوحيد الأمريكيين، بدلاً من الاكتفاء بمساعى الوساطة فى النزاعات الخارجية.
فريدمان الذى لطالما ربط بين التحولات الدولية والصراعات الداخلية الأمريكىة، قال إن من المفترض أن ينشغل ذهنه بالحرب الدائرة فى أوكرانيا، لكنه يجد نفسه يفكر فى تداعيات مقتل كيرك، وما إذا كانت هذه الحادثة المروعة يمكن أن تشكل أهم نقطة تحول فى رئاسة ترامب إذا اختار الأخير أن يتعامل معها كمنعطف للسلام الوطنى. وأكد أن ما وصفه بـ«جائزة السلام الأمريكية» متاحة للرئيس، وهى جائزة لا تمنحها لجنة نوبل فى أوسلو، بل يكتبها التاريخ نفسه، إذا استطاع أن يبرهن أن بلداً يقف على حافة الانقسام الداخلى قادر على توحيد صفوفه.
وأضاف الكاتب أن الرهان على الفوز بجائزة نوبل عبر وساطة بين أوكرانيا وروسيا أو بين إسرائيل والفلسطينيين غير واقعى، لأن كلا الصراعين «غير ناضج للحل حالياً». وأوضح أن الانشغال بمبادرات خارجية قد يبدو مغرياً لرئيس يسعى إلى تسجيل إنجاز دبلوماسى، لكن التحدى الحقيقى يكمن فى الداخل الأمريكى، حيث بات خطر الانقسام السياسى والعنف المتبادل أقرب ما يكون منذ الحرب الأهلية فى القرن التاسع عشر.
ودعا فريدمان ترامب إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة تقوم على جمع رموز سياسية من الحزبين فى البيت الأبيض، فى مشهد يظهر أمام الأمريكيين والعالم أن القادة مستعدون للوقوف معاً ضد العنف السياسى. وحدد بالاسم باراك وميشيل أوباما، بيل وهيلارى كلينتون، جورج ولورا بوش، إضافة إلى زعماء الديمقراطيين والجمهوريين فى مجلسى النواب والشيوخ وجميع قضاة المحكمة العليا التسعة. وقال أن اجتماعاً من هذا النوع سيكون بمثابة تعهد جماعى بأن الخطاب المدنى سيكون القاعدة، وأن التحريض على العنف لن يمر من دون إدانة، سواء صدر من مؤيدين أو من خصوم.
لكن الكاتب شدد على أن الفرصة لن تكون بلا ثمن سياسى. ففى الأسبوع نفسه، أعلن ترامب عزمه استخدام «كامل ثقل إدارته ضد العنف السياسى اليسارى المتطرف»، ثم كرر الموقف ذاته يوم الجمعة، ما يعكس رؤية أحادية تركز على اليسار وتغض الطرف عن مظاهر التطرف فى أقصى اليمين. وحذّر فريدمان من أن هذا التوجه قد يؤدى إلى «تدمير إرث الرئيس وتدمير البلاد»، معتبراً أن معالجة سرطان التطرف السياسى يجب أن تشمل كل الأطراف.
وأشار الكاتب إلى أن كثيرين فى الولايات المتحدة يعتقدون أن ترامب لن يقدم على خطوة من هذا النوع، وأنه لم يفاجئ خصومه يوماً بإيجابية. لكنه شدد على أنه يرفض استبعاد إمكان «رفع مستوى البلاد بدلاً من تقسيمها»، لأن المخاطر عالية جداً ولا تحتمل الرهان على استمرار الانقسام.