دعاء النوم… تمحو الذنوب بعدد حبات الرمل وتبدّد أسباب المصائب

دعاء النوم بابًا عظيمًا من أبواب النجاة، إذ إن الذنوب من أكبر أسباب البلاء في الدنيا، وتكفيرها يرفع عن العبد شدائد كثيرة. 

وقد جاءت السنّة النبوية الشريفة حافلةً بأذكارٍ وأدعيةٍ تُقال عند النوم؛ ضمانًا لطمأنينة القلب وسكينة الروح وحُسن الخاتمة.

دعاءٌ يغفر الذنوب ولو كانت كزبد البحر

ثبت عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«مَن قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه ثلاثَ مراتٍ؛ غفرَ اللهُ له ذنوبَه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا» – رواه الترمذي وقال حديث حسن.

ويبيّن شُرّاح الحديث أن قول العبد «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم» ثناءٌ ومدحٌ لله، و«وأتوب إليه» طلبُ مغفرةٍ وإنابة؛ فكأن الداعي يقول: اللهم اغفر لي ووفّقني للتوبة. 

وأما «زَبَد البحر» فتمثيلٌ لعِظَم الكثرة، و«رملُ عالج» موضعٌ كثيرُ الرمل في البادية، والمقصود تعظيم سَعة المغفرة.

وصية نبوية جامعة عند المبيت

ومن الأدعية المأثورة عند النوم قول النبي ﷺ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً مِنْكَ وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».

سيّد الاستغفار… مفتاح الجنّة لمن قاله موقنًا

قال رسول الله ﷺ:«سيّد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة».

أعمالٌ أربع تُدخل الجنة بسلام

خطب النبي ﷺ أهل المدينة فاختصر لهم أبوابًا من الخير فقال:«أيها الناس، أفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

ويرى العلماء أن هذه الآداب تُنشئ مجتمعًا رحيمًا متكافلًا: إفشاء السلام يزرع المودة، وإطعام الطعام يُجسّد التكافل، وصلة الأرحام تُقوّي اللحمة الاجتماعية، وصلاة الليل تُزكّي القلب وتُخلِص العبادة لله.

قرآنٌ يتلى قبل النوم… وشفاءٌ وحصانة

كان رسول الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده – ثلاث مرات. وهذا هديٌ نبويّ يجمع بين الذكر والقرآن والالتجاء إلى الله.