قطوف
الراقصة

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

كانت طفلة ترقص على خشبة صامتة، كل خطوة منها تُطلق لونًا، كل التفافة تُعيد للعالم معناه.
كأنها لا تتحرك، بل تخلق.
لكن الطفلة كبرت.
ومع كل دوران، كان الزمن يبني حولها جدرانًا لا تُرى.
الحركة تقلّصت، الألوان بهتت، وانطفأت بهجتها.
جلست تبكي؛ لا لأنها عجزت عن الرقص، بل لأنها فقدت نفسها.
وحين غلبها اليأس، ظهرت طفلة صغيرة أمامها.
لم تكن غريبة؛ كانت هي كما كانت: بريئة، مشعّة، لا تعرف القيود.
مدّت يدها، فأمسكت بها المرأة، وقامت.
مع كل خطوة بجوار طيف طفلتها انكسر جدار، ومع كل دوران عادت الألوان أعمق وأجمل.
لم تعد ترقص لتُبهر العالم، بل لترى ذاتها.