رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل قصيدة "البُردة" بدعة وشرك؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

بوابة الوفد الإلكترونية

 في رد حاسم على الجدل الدائر حول قصيدة "البُردة" للإمام البوصيري، أكدت دار الإفتاء المصرية أن مدح النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” سنة نبوية شريفة تُعد من أعظم القربات التي يُتوسل بها إلى الله تعالى، وأن وصف القصيدة بالبدعة، أو الشرك، هو اتهام خطير للسواد الأعظم من علماء الأمة عبر العصور.

 دار الإفتاء أوضحت أن قصيدة البردة واحدة من أبرز رموز التراث الإسلامي، وأنها ساهمت في تثبيت محبة النبي في القلوب، معتبرة أن الدعوات للتشكيك فيها، أو وصفها بالشرك ليست إلا هدمًا للتراث ومحادّةً لله ورسوله.

 

محبة النبي أصل الإيمان:

 أشارت الدار إلى أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، مستشهدة بقول الله تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ... أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ... فَتَرَبَّصُوا﴾ [التوبة: 24]،
 وبحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ».

 وأكدت أن مدح النبي مظهر من مظاهر محبة الله، إذ لا يُتصور محبة الله دون محبة نبيه، الذي تحمّل المشاق لإخراج الأمة من الظلمات إلى النور.

الرد على شبهة الغلو في مدح النبي:

 ردّت دار الإفتاء على من يزعم أن المديح النبوي يُعد من الغلو المنهي عنه، مؤكدة أن الإطراء المذموم هو المديح بالباطل أو رفع النبي إلى مرتبة الألوهية، كما فعلت النصارى مع المسيح.

 أما المديح الحق فهو تعداد صفاته الخَلقية والخُلقية، وإظهار الشوق لرؤيته، وذكر معجزاته، وهذا مما أقره النبي نفسه حين استمع لمدائح الصحابة، وكافأ كعب بن زهير ببُردته الشريفة.

انتشار "البُردة" وفضلها:

 أوضحت الإفتاء أن قصيدة البردة لم تأتِ بفن مستحدث، بل امتداد لتراث مدائح نبوية عرفها الصحابة والتابعون.

 الإمام البوصيري نظم قصيدته الشهيرة في القرن السابع الهجري، لكنها سرعان ما أصبحت أيقونة للمديح النبوي في العالم الإسلامي، وتناقلها العلماء بالشرح والتفسير، ومنهم الإمام الباجوري الذي أكد أن كل مدح في حق النبي هو في الحقيقة تقصير، لأن كمالاته لا تُحصى.

 

تفسير الأبيات المثيرة للجدل:

 تناولت دار الإفتاء بعض الأبيات التي يُسيء البعض فهمها، مثل:

"محمد سيد الكونين والثقلين": وهو وصف مشروع للنبي باعتباره سيد الإنس والجن.

"يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك": ليس فيه شرك، بل تعبير عن التوسل المشروع بمكانته عند الله.

"لولاك لما خرج الوجود من العدم": المعنى أن النبي سبب في رحمة الله للعالمين، لا أنه خالق الكون.


 وأكدت أن هذه المعاني فُهمت خطأً، وأن العلماء فسّروها بما يوافق العقيدة الصحيحة.

 دار الإفتاء ختمت فتواها بالتأكيد أن المدائح النبوية سنة مهجورة ينبغي إحياؤها، وأن من يُحييها داخل في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».

 وخلصت إلى أن قصيدة البُردة ليست بدعة ولا شركًا، بل هي ميراث روحي خالد يعبّر عن محبة الأمة لنبيها، ومن يهاجمها إنما يطعن في الأمة كلها وعلمائها عبر العصور.