هل يجوز كتابة آيات القرآن على الكفن؟.. الإفتاء تجيب

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي حول ما يفعله بعض الناس عند تجهيز الميت، من كتابة آيات قرآنية أو بعض الأذكار على الكفن، اعتقادًا منهم أن ذلك ينفع الميت ويشفع له في قبره، وجاء الرد قاطعًا بأن هذا الأمر حرام شرعًا ولا يجوز الإقدام عليه، لما فيه من تعريض كلام الله تعالى وصيغ الذكر للإهانة والامتهان.
الكفن وفضيلة ستر الميت
أشارت الفتوى، التي حملت رقم (8589) عن فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد - مفتي الجمهورية، إلى أن تكفين الميت فرض كفاية اتفق عليه الفقهاء، وستر الإنسان بعد موته واجب كحرمته في حياته، استنادًا لقول النبي ﷺ: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ» (رواه مسلم).
وبيّنت دار الإفتاء أن الأفضل أن يكون الكفن أبيض ونظيفًا، والأولى أن يكون جديدًا، تحقيقًا لمقصد الشرع في تكريم الميت وإكرامه.
الحكم الشرعي لكتابة الآيات على الكفن
أكدت الفتوى أن كتابة آيات القرآن الكريم أو الأذكار على الكفن منهيٌّ عنها؛ لأنها تعرض النصوص المقدسة للتنجيس والامتهان بسبب ملاقاة الصديد والدم الخارج من جسد الميت، فضلًا عن ملامسة الأرض، وهو ما يتنافى مع تعظيم شعائر الله التي أمر بها سبحانه وتعالى في قوله: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
واستشهدت دار الإفتاء بقول الإمام النووي في التبيان: "أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه"، وكذلك بما قاله ابن تيمية: "ويجب احترام القرآن حيث كتب، وتحرم كتابته حيث يُهان".
أقوال الفقهاء
أوضحت الفتوى أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة أفتوا بتحريم كتابة القرآن والأسماء المعظَّمة على الكفن:
الحنفية نصوا على أن الكراهة هنا كراهة تحريم.
المالكية اعتبروا أن ذلك يؤدي إلى امتهان القرآن، فيكون حرامًا.
الشافعية أكدوا أنه "يحرم كتابة شيء من القرآن على الكفن، صيانة له عن صديد الموتى".
الحنابلة ذهبوا إلى أن قواعد المذهب تقضي بتحريم هذا الفعل صراحة.
خلصت دار الإفتاء إلى أن القرآن الكريم وأسماء الله تعالى يجب أن يُصانوا عن أي موضع يمكن أن يعرّضهم للإهانة أو التنجيس، ومن ثم فإن كتابة آيات القرآن أو الأذكار على الكفن حرام شرعًا، ولا يجوز فعلها بحال.