رشيد تحصد ذهبها الأحمر.. انطلاق موسم جني البلح الزغلول والسماني بالبحيرة

مع بداية شهر سبتمبر من كل عام، تتحول مدن رشيد وإدكو بمحافظة البحيرة إلى كرنفال زراعي بديع، حيث تنطلق بشائر موسم جني البلح خاصة صنفي الزغلول الأحمر والسماني الأصفر، اللذين يعدان من أشهر وأجود أنواع البلح في مصر، فمشهد النخيل الممتد على مد البصر، وقد تزين بسباطات البلح الثقيلة، يشكل لوحة طبيعية تخطف الأنظار، ويجعل موسم الحصاد أقرب إلى عيد شعبي ينتظره الأهالي والمزارعون على حد سواء.
في برج رشيد تحديدا بمحافظة البحيرة، يلعب الزغلول والسماني دورا بارزا خلال موسم جني البلح ،حيث يتميز الزغلول بالحلاوة واللون الأحمر القاني، بينما يبرز السماني بحجمه الكبير ومردوده الغزير، ويبدأ الحصاد عادة في منتصف سبتمبر ويستمر حتى منتصف نوفمبر، ويعد هذا الموسم احتفالا زراعيا وشعبيا يعكس عمق التقاليد المرتبطة بزراعة النخيل في المنطقة، النخيل هنا ليس مجرد شجر مثمر، بل جزء من حياة وعادات وتاريخ يمتد لأجيال.
يقول المزارعون إن ثمرة الزغلول تمتاز بلونها الأحمر القاني وطعمها السكري المميز، بينما يفضل آخرون السماني ذا اللون الأصفر الذهبي والحجم الكبير والإنتاج الوفير، إذ قد تصل إنتاجية النخلة الواحدة إلى نحو 300 كيلو جرام في الموسم.
فى مركزى إدكو ورشيد، تنتشر مئات الآلاف من أشجار النخيل، ولا يقتصر الموسم على كونه حدثا زراعيا فقط، بل يشكل مصدر رزق رئيسي لآلاف الأسر التي تعتمد على زراعة وبيع البلح، سواء في الأسواق المحلية أو التصدير للخارج.
ويصف الأهالي موسم الحصاد بأنه "فرحة ممتدة"، فبينما ينشغل الرجال بجني الثمار من النخيل، تنشغل النساء في البيوت بفرز البلح وتجهيزه، فيما يتولى الشباب والأطفال المساعدة في جمعه وحمله إلى الأسواق، وتتحول الشوارع إلى معرض مفتوح تتناثر فيه ألوان البلح الأحمر والأصفر، لتضيف إلى رشيد وإدكو أجواء احتفالية تشبه الأعياد.
رغم ذلك، يواجه المزارعون بعض التحديات مثل ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة والأسمدة، ومصروفات النقل والتسويق، إلا أن حبهم للأرض وإصرارهم على مواصلة هذا الموروث الزراعي العريق يجعلهم متمسكين بهذه الأشجار.
ويبقى موسم البلح في رشيد أكثر من مجرد موسم حصاد، إنه حكاية عشق بين الإنسان والنخيل، وطقس اجتماعي واقتصادي متجدد، يرسخ مكانة البحيرة كعاصمة البلح الرطب في مصر










