رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

بين‭ ‬الرجاء‭ ‬والآلم .. مرضى السرطان ينتظرون الموت على أرصفة المستشفيات

بوابة الوفد الإلكترونية

«‬د‭. ‬خفاجى‮»‬‭: ‬‮٩٠‬٪‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يتم‭ ‬علاجهم‭ ‬بالجراحة‭ ‬والتشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬مفتاح‭ ‬الشفاء

 

كل‭ ‬يوم‭ ‬تبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬آلاف‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومراكز‭ ‬العلاج،‭ ‬بعضهم‭ ‬يقطع‭ ‬مئات‭ ‬الكيلومترات،‭ ‬يحمل‭ ‬فى‭ ‬يده‭ ‬تقارير‭ ‬طبية‭ ‬وفى‭ ‬قلبه‭ ‬أمل‭ ‬ضعيف‭ ‬بالشفاء‭ ‬خلف‭ ‬جدران‭ ‬العيادات‭ ‬تختبئ‭ ‬حكايات‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭ ‬عن‭ ‬معاناة،‭ ‬انتظار،‭ ‬وأحياناً‭ ‬يأس،‭ ‬السرطان‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مرض‭ ‬يصيب‭ ‬الجسد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬معركة‭ ‬طويلة‭ ‬ومرهقة‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الشك‭ ‬فى‭ ‬الإصابة،‭ ‬مروراً‭ ‬برحلة‭ ‬التشخيص‭ ‬المليئة‭ ‬بالإجراءات‭ ‬المعقدة،‭ ‬والتحاليل‭ ‬الباهظة،‭ ‬والأشعات‭ ‬المتكررة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬الطويلة‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭.‬
وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬يتسلل‭ ‬فيه‭ ‬المرض‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬الأسر‭ ‬بلا‭ ‬استئذان،‭ ‬يجد‭ ‬آلاف‭ ‬المرضى‭ ‬أنفسهم‭ ‬مضطرين‭ ‬للسفر‭ ‬من‭ ‬قراهم‭ ‬النائية‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬للعلاج،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بينهم‭ ‬أطفال‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬معنى‭ ‬المرض،‭ ‬لكنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬جيداً‭ ‬معنى‭ ‬الألم‭.‬
تزداد‭ ‬أعداد‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬سنوياً،‭ ‬ويعد‭ ‬سرطان‭ ‬الثدى‭ ‬والبروستاتا‭ ‬والرئة‭ ‬والكبد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأنواع‭ ‬شيوعاً،‭ ‬ورغم‭ ‬توسع‭ ‬مبادرات‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافها‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬متأخرة،‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬فرص‭ ‬الشفاء‭ ‬ويرفع‭ ‬كلفة‭ ‬العلاج،‭ ‬ومتوسط‭ ‬تكلفة‭ ‬المريض‭ ‬شهرياً‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مدرجاً‭ ‬فى‭ ‬برامج‭ ‬العلاج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭.‬


التشخيص‭ ‬المرهق
يبدأ‭ ‬الأمر‭ ‬غالباً‭ ‬بأعراض‭ ‬بسيطة،‭ ‬مثل‭ ‬إرهاق‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬فقدان‭ ‬وزن،‭ ‬أو‭ ‬آلام‭ ‬متفرقة،‭ ‬لكن‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬إلى‭ ‬التأكد‭ ‬ليس‭ ‬قصيراً‭ ‬ويحتاج‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التحاليل‭ ‬الدموية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬وأشعات‭ ‬مقطعية‭ ‬أو‭ ‬بالرنين‭ ‬المغناطيسى،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخذ‭ ‬عينة‭ ‬للفحص،‭ ‬ورغم‭ ‬وجود‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المحافظات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬منها‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬أو‭ ‬الكوادر‭ ‬الكافية،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬المرضى‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬أو‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لإجراء‭ ‬الفحوص‭ ‬المطلوبة‭.‬
حكايات‭ ‬المرضى‮ ‬
فى‭ ‬إحدى‭ ‬عربات‭ ‬مترو‭ ‬الأنفاق،‭ ‬جلست‭ ‬أمامى‭ ‬سيدة‭ ‬أربعينية‭ ‬بعباءتها‭ ‬السوداء،‭ ‬والدموع‭ ‬تنهمر‭ ‬من‭ ‬عينيها،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أسألها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬بكائها‭ ‬ومساعدتها‭ ‬رن‭ ‬هاتفها،‭ ‬فأجابت‭ ‬بصوت‭ ‬مبحوح‭ ‬‮«‬أيوه‭ ‬يا‭ ‬أبومحمد،‭ ‬الدكتور‭ ‬قالى‭ ‬سرطان‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬انفجرت‭ ‬فى‭ ‬بكاء‭ ‬مرير‭ ‬مرددة‭ ‬‮«‬أسيبكم‭ ‬لمين؟‭ ‬العلاج‭ ‬منين؟‭ ‬نجيب‭ ‬فلوسه‭ ‬إزاى؟‭ ‬ما‭ ‬تقولش‭ ‬حاجة‭ ‬للعيال‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬كلماتها‭ ‬مثقلة‭ ‬بالحزن‭ ‬والقلق،‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الصدمة‭ ‬التى‭ ‬تلقتها،‭ ‬بينما‭ ‬حاول‭ ‬بعض‭ ‬الركاب‭ ‬مساعدتها‭ ‬لكنها‭ ‬رفضت،‭ ‬متمسكة‭ ‬بصمتها‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬محطتها‭ ‬وغادرت،‭ ‬تاركة‭ ‬خلفها‭ ‬إحساساً‭ ‬عميقاً‭ ‬بثقل‭ ‬المعاناة‭ ‬التى‭ ‬تواجهها‭.‬
رحلة‭ ‬علاج‮ ‬
معاناة‭ ‬الحاج‭ ‬محيى‭ ‬الدين‭ ‬مع‭ ‬السرطان‭.. ‬ترويها‭ ‬زوجة‭ ‬نجله‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬معه‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج،‭ ‬فتقول‭: ‬ظهر‭ ‬المرض‭ ‬مع‭ ‬والد‭ ‬زوجى‭ ‬بأعراض‭ ‬بدت‭ ‬بسيطة،‭ ‬تنميل‭ ‬فى‭ ‬الذراع‭ ‬وألم‭ ‬فى‭ ‬الرقبة‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب،‭ ‬الذى‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬إجراء‭ ‬أشعة،‭ ‬لتكشف‭ ‬النتيجة‭ ‬عن‭ ‬إصابته‭ ‬بورم‭ ‬سرطانى‭ ‬فى‭ ‬العمود‭ ‬الفقرى،‭ ‬والأخطر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأورام‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬ثانوياً،‭ ‬أى‭ ‬ناتجاً‭ ‬عن‭ ‬ورم‭ ‬أساسى‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭.‬
وأضافت‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬فقرات‭ ‬العمود‭ ‬الفقرى‭ ‬قد‭ ‬تآكلت‭ ‬بنسبة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الثلثين،‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬التدخل‭ ‬الجراحى‭ ‬العاجل‭ ‬لتثبيتها‭ ‬بدعامة‭ ‬وأن‭ ‬التأخير‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خياراً،‭ ‬فاستمرار‭ ‬الوضع‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬الرأس‭ ‬وضغطه‭ ‬على‭ ‬الحبل‭ ‬الشوكى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬شللاً‭ ‬رباعياً‭ ‬دائماً،‭ ‬ولذلك‭ ‬اضطررنا‭ ‬لعمل‭ ‬العملية‭ ‬بتكاليف‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬خارج‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬بسبب‭ ‬بطء‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬نسدد‭ ‬فى‭ ‬ديون‭ ‬العملية‭.‬
لكن‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الإضافية،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الورم‭ ‬الأساسى‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬الكلية‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تثبيت‭ ‬الفقرة،‭ ‬خضع‭ ‬لجراحة‭ ‬أخرى‭ ‬لاستئصال‭ ‬الكلية‭ ‬وإزالة‭ ‬ورم‭ ‬من‭ ‬البروستاتا‭.‬
تابعت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬قرر‭ ‬طبيب‭ ‬الأورام‭ ‬المعالج‭ ‬منحه‭ ‬علاجاً‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬أقراص‭ ‬تصرف‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الخضوع‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيماوى‭ ‬لأن‭ ‬الورم‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الدموى‭ ‬لكنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأقراص،‭ ‬ويواجه‭ ‬معاناة‭ ‬إضافية‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬صرفها،‭ ‬إذ‭ ‬يحتاج‭ ‬ليوم‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الإرهاق‭ ‬لاستخراجها‭ ‬من‭ ‬التأمين،‭ ‬ولا‭ ‬يحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬تكفى‭ ‬لمدة‭ ‬21‭ ‬يوماً‭ ‬فقط‭.‬
معاناة‭ ‬السفر‮ ‬
تقول‭ ‬أم‭ ‬كريم،‭ ‬سيدة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬بنى‭ ‬مزار‭ ‬بالمنيا‭: ‬‮«‬لما‭ ‬الدكتور‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬ممكن‭ ‬يكون‭ ‬عندى‭ ‬ورم،‭ ‬طلب‭ ‬منى‭ ‬أشعة‭ ‬تبين‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التشخيص‭ ‬صحيحاً‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬وفى‭ ‬البلد‭ ‬مفيش،‭ ‬واضطررت‭ ‬إلى‭ ‬السفر‭ ‬للقاهرة،‭ ‬دفعت‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬ولسه‭ ‬ما‭ ‬بدأتش‭ ‬العلاج‮»‬‭.‬
كثير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬بعيدة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬شاقة‭ ‬جسدياً‭ ‬ومادياً‭ ‬بعضهم‭ ‬يضطر‭ ‬للمبيت‭ ‬فى‭ ‬محيط‭ ‬المستشفى،‭ ‬أو‭ ‬العودة‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬انتظار‭ ‬طويل،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬إرهاقهم‭.‬
سارة‭ ‬البريئة‮ ‬
بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬سارة‭ (‬طفلة‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭) ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬حين‭ ‬لاحظ‭ ‬والداها‭ ‬تضخماً‭ ‬فى‭ ‬رقبتها،‭ ‬فأخذاها‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬فى‭ ‬قريتهما‭ ‬طلب‭ ‬الطبيب‭ ‬أشعة‭ ‬وتحاليل‭ ‬لم‭ ‬تتوافر‭ ‬فى‭ ‬المحافظة،‭ ‬فانتقلا‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭.‬
تقول‭ ‬الأم‭ ‬بصوت‭ ‬مرتعش‭ ‬‮«‬إحنا‭ ‬مشينا‭ ‬فى‭ ‬مشوار‭ ‬التشخيص‭ ‬نحو‭ ‬‮٤‬‭ ‬شهور،‭ ‬بين‭ ‬تحليل‭ ‬هنا‭ ‬وأشعة‭ ‬هناك،‭ ‬وكنا‭ ‬بنبات‭ ‬على‭ ‬رصيف‭ ‬مستشفى‭ ‬57‭ ‬علشان‭ ‬نلحق‭ ‬دورنا‭ ‬سلمى‭ ‬بتتعذب،‭ ‬بس‭ ‬إحنا‭ ‬بنحاول‭ ‬ندارى‭ ‬عنها‭ ‬كل‭ ‬حاجة‮»‬‭.‬
نفيسة‭.. ‬أم‭ ‬لثلاثة‭ ‬أطفال
تعمل‭ ‬نفيسة‭ ‬معلمة‭ ‬بمدرسة‭ ‬فى‭ ‬الصعيد،‭ ‬وبدأت‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬حين‭ ‬اكتشفت‭ ‬إصابتها‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدى‭ ‬تقول‭:‬
‮«‬بعد‭ ‬العملية‭ ‬طلب‭ ‬منى‭ ‬الدكتور‭ ‬علاجاً‭ ‬إشعاعياً‭ ‬وكيماوياً،‭ ‬لكن‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬فى‭ ‬محافظتى‭ ‬مش‭ ‬مجهز‭ ‬للعلاج‭ ‬الإشعاعى،‭ ‬واضطريت‭ ‬أروح‭ ‬القاهرة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬الطريق‭ ‬متعب،‭ ‬ومرات‭ ‬كتير‭ ‬برجع‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬انتظار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬آخد‭ ‬الجرعة،‭ ‬‮«‬أكتر‭ ‬حاجة‭ ‬وجعانى‭ ‬إنى‭ ‬مش‭ ‬عارفة‭ ‬أكون‭ ‬مع‭ ‬أولادى‭ ‬زى‭ ‬الأول،‭ ‬لكن‭ ‬لازم‭ ‬أكمل‭ ‬عشانهم‮»‬‭.‬
بين‭ ‬الأمل‭ ‬والإحباط
تظل‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتأمين‭ ‬الصحى‭ ‬والمبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬هى‭ ‬الأمل‭ ‬الأول‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬الحاجة‭ ‬والإمكانيات،‭ ‬فالأدوية‭ ‬الحديثة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬العلاجات‭ ‬المناعية‭ ‬والموجهة،‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬أسعارها‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجنيهات‭ ‬شهرياً،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬الدولة‭ ‬توفيرها‭ ‬لجميع‭ ‬المرضى‭ ‬إلا‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬دقيقة‭ ‬وأولوية‭ ‬للحالات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬الأعداد‭.‬


مدير‭ ‬بمعهد‭ ‬ناصر
من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أمجد‭ ‬جمال،‭ ‬مدير‭ ‬وحدة‭ ‬العلاج‭ ‬بالأكسجين‭ ‬بمعهد‭ ‬ناصر‭:‬
التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬الشفاء‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بعمر‭ ‬أو‭ ‬فئة‭ ‬معينة،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المنتشرة‭ ‬عالمياً‭ ‬بتعدد‭ ‬أنواعه‭ ‬وطرق‭ ‬علاجه،‭ ‬وتشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدى‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‭ ‬بين‭ ‬النساء،‭ ‬بينما‭ ‬يتصدر‭ ‬سرطان‭ ‬البروستاتا‭ ‬إصابات‭ ‬الرجال‭.‬
ويشرح‭ ‬أن‭ ‬العلامات‭ ‬المبكرة‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدى‭ ‬تشمل‭ ‬تغير‭ ‬شكل‭ ‬الحلمة‭ ‬أو‭ ‬مظهرها،‭ ‬والإحساس‭ ‬بكتلة‭ ‬فى‭ ‬أنسجة‭ ‬الثدى،‭ ‬أو‭ ‬ظهور‭ ‬غدد‭ ‬ليمفاوية‭ ‬متضخمة‭ ‬تحت‭ ‬الإبط،‭ ‬وأحياناً‭ ‬تغير‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬الثدى‭ ‬أما‭ ‬سرطان‭ ‬البروستاتا‭ ‬فتظهر‭ ‬أعراضه‭ ‬غالباً‭ ‬فى‭ ‬الجهاز‭ ‬البولى‭ ‬مثل‭ ‬آلام‭ ‬أسفل‭ ‬الظهر‭ ‬أو‭ ‬الحوض،‭ ‬وصعوبة‭ ‬التبول،‭ ‬وضعف‭ ‬اندفاع‭ ‬البول،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬دم‭ ‬فى‭ ‬البول،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فقدان‭ ‬الوزن‭ ‬دون‭ ‬سبب‭.‬

 ‬الدكتور‭ ‬أمجد‭ ‬جمال
 ‬الدكتور‭ ‬أمجد‭ ‬جمال


ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬التشخيص‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسية‭: ‬إهمال‭ ‬الأعراض‭ ‬المبكرة‭ ‬لضعف‭ ‬الوعى‭ ‬الصحى،‭ ‬صعوبة‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدقيقة،‭ ‬والبعد‭ ‬الجغرافى‭ ‬الذى‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬السفر‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬للمراكز‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬غالباً‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المرض‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬متأخرة‭ ‬ويقلل‭ ‬فرص‭ ‬الشفاء‭.‬
ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معهد‭ ‬ناصر‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المراكز‭ ‬الطبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لتشخيص‭ ‬وعلاج‭ ‬السرطان،‭ ‬إذ‭ ‬يضم‭ ‬أحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬وكوادر‭ ‬متخصصة‭ ‬ووحدات‭ ‬متقدمة‭ ‬مثل‭ ‬وحدة‭ ‬العلاج‭ ‬بالأكسجين،‭ ‬التى‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬نتائج‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬يمنح‭ ‬المريض‭ ‬فرصة‭ ‬أكبر‭ ‬للشفاء،‭ ‬بينما‭ ‬التشخيص‭ ‬المتأخر‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬العلاج‭.‬
طرق‭ ‬العلاج‮ ‬
أما‭ ‬طرق‭ ‬العلاج،‭ ‬فهى‭ ‬تختلف‭ ‬حسب‭ ‬نوع‭ ‬الورم‭ ‬ومرحلة‭ ‬اكتشافه‭ ‬وحالة‭ ‬المريض‭ ‬العامة،‭ ‬وتشمل‭ ‬الجراحة،‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوى،‭ ‬الإشعاعى،‭ ‬المناعى،‭ ‬والعلاجات‭ ‬الموجهة،‭ ‬ويكشف‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجنيهات‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬المراحل‭ ‬المتقدمة‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬لأدوية‭ ‬مستوردة،‭ ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬توفر‭ ‬العلاج‭ ‬المجانى‭ ‬فى‭ ‬مستشفيات‭ ‬متخصصة‭ ‬مثل‭ ‬معهد‭ ‬الأورام‭ ‬القومى‭ ‬ومستشفى‭ ‬57357‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الجامعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬خيرية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭.‬
لا‭ ‬داعى‭ ‬للسفر‮ ‬
ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬المتوافرة‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬المتخصصة‭ ‬كافية‭ ‬لتشخيص‭ ‬المرض‭ ‬بدقة،‭ ‬ولا‭ ‬داعى‭ ‬للسفر‭ ‬للخارج‭ ‬لمجرد‭ ‬التشخيص،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬تكلفة‭ ‬الفحوصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬فى‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭ ‬نحو‭ ‬2000‭ ‬جنيه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬80‭% ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬السرطان‭ ‬مستوردة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬توافرها‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بسعر‭ ‬العملة،‭ ‬فيما‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬محدود‭.‬‮ ‬‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬العلاج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تغطى‭ ‬جميع‭ ‬المرضى‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬الأعداد‭ ‬ووجود‭ ‬قوائم‭ ‬انتظار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأدوية‭ ‬توزع‭ ‬على‭ ‬المستشفيات‭ ‬بنظام‭ ‬الحصص،‭ ‬وتحظى‭ ‬مستشفيات‭ ‬القاهرة‭ ‬بالنصيب‭ ‬الأكبر،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬بعض‭ ‬مرضى‭ ‬المحافظات‭ ‬للسفر‭ ‬إليها‭.‬
طرق‭ ‬الوقاية‮ ‬
وعن‭ ‬طرق‭ ‬الوقاية‭ ‬الطبيعية،‭ ‬يوصى‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬باتباع‭ ‬نظام‭ ‬غذائى‭ ‬صحى‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬السكر،‭ ‬نظراً‭ ‬لاعتماد‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬النمو،‭ ‬واستنشاق‭ ‬الأكسجين‭ ‬النقى‭ ‬أو‭ ‬العلاج‭ ‬بالأكسجين‭ ‬تحت‭ ‬ضغط،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬تنمو‭ ‬فى‭ ‬بيئة‭ ‬فقيرة‭ ‬بالأكسجين‭.‬
كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬بانتظام،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصيام‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬وفق‭ ‬أبحاث‭ ‬علمية‭. ‬ويختتم‭ ‬حديثه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬الصحى‭ ‬الذى‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الصيام،‭ ‬الغذاء‭ ‬المفيد،‭ ‬تجنب‭ ‬السكر،‭ ‬الرياضة،‭ ‬واستنشاق‭ ‬الأكسجين،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلى‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوى‭ ‬الذى‭ ‬يدمر‭ ‬الخلايا‭ ‬السليمة‭ ‬أيضاً‭. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬الوعى‭ ‬الصحى،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية،‭ ‬والتوجه‭ ‬للطبيب‭ ‬فور‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬ضد‭ ‬السرطان،‭ ‬فالانتصار‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الوقاية‭ ‬والاكتشاف‭ ‬المبكر،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬غرف‭ ‬العمليات‭ ‬فقط‭.‬
العلاج‭ ‬بالجراحة‮ ‬

الدكتور‭ ‬مدحت‭ ‬خفاجى
الدكتور‭ ‬مدحت‭ ‬خفاجى


أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬مدحت‭ ‬خفاجى،‭ ‬أستاذ‭ ‬الجراحة‭ ‬بالمعهد‭ ‬القومى‭ ‬الأورام،‭ ‬أن‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬يتم‭ ‬علاجهم‭ ‬بالجراحة،‭ ‬بينما‭ ‬يحتاج‭ ‬نحو‭ ‬10‭% ‬فقط‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيماوى،‭ ‬والذى‭ ‬يعد‭ ‬العلاج‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬سرطان‭ ‬الغدد‭ ‬الليمفاوية‭ ‬وسرطان‭ ‬الدم،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬العلاجات‭ ‬الأخرى‭ ‬تكميلية‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬بها‭ ‬6‭%.‬
وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المضاعفات‭ ‬بعد‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬أمر‭ ‬وارد،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬قابلة‭ ‬للعلاج،‭ ‬وقد‭ ‬تشمل‭ ‬انسداد‭ ‬الأمعاء‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬بالشلل‭ ‬أو‭ ‬الجلطات‭ ‬الدماغية‭.‬


وأشار‭ ‬أستاذ‭ ‬الجراحة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السرطان،‭ ‬بعضها‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬100%‭ ‬مثل‭ ‬سرطان‭ ‬الحنجرة‭ ‬وسرطان‭ ‬الجلد،‭ ‬بينما‭ ‬تنعدم‭ ‬فرص‭ ‬الشفاء‭ ‬فى‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬سرطان‭ ‬الغشاء‭ ‬البلورى،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاج‭ ‬ونسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬تختلف‭ ‬داخل‭ ‬النوع‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬الحال‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬العدوانية‭.‬
الفحص‭ ‬الدورى‮ ‬
وشدد‭ ‬الدكتور‭ ‬خفاجى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬يرفع‭ ‬معدلات‭ ‬الشفاء‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬الفحص‭ ‬الدورى‭ ‬للنساء‭ ‬لاكتشاف‭ ‬سرطان‭ ‬الثدى‭ ‬مبكراً،‭ ‬حيث‭ ‬تصاب‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬8‭ ‬سيدات‭ ‬به‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1950‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬الإجمالية‭ ‬50‭%‬،‭ ‬بينما‭ ‬ارتفعت‭ ‬حالياً‭ ‬إلى‭ ‬67‭%‬،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬والغدد‭ ‬الليمفاوية‭ ‬لا‭ ‬تعالج‭ ‬بالجراحة‭.‬
وبين‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬المرض‭ ‬فى‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى،‭ ‬إذ‭ ‬تكون‭ ‬الجراحة‭ ‬حينها‭ ‬كافية‭ ‬للعلاج‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيماوى‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إجراء‭ ‬الجراحة‭ ‬لها‭ ‬بسبب‭ ‬وضعها‭ ‬الصحى‭ ‬الحرج،‭ ‬مثل‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬جداً‭ ‬أو‭ ‬مرضى‭ ‬القلب‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬يشكل‭ ‬التخدير‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬حياتهم،‭ ‬ويكون‭ ‬العلاج‭ ‬الدوائى‭ ‬هو‭ ‬البديل‮ ‬Conquer‭.‬