فى ظل الظروف الإقليمية الدقيقة التى تمر بها المنطقة، كانت التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين، تهديداً واضحاً وتحد مشهد للأمن القومى المصرى والعربى، إذ شكلت استفزازاً مباشراً لمشاعر الأمة العربية والإسلامية.
لقد كانت مصر وستظل، بقيادتها السياسية الحكيمة، دائماً فى طليعة الدول التى تدافع عن القضية الفلسطينية، كما عكست مواقفها الراسخة إرادة شعبها الذى يرفض أى تهديد للأمن القومى المصرى والعربى، الذى بات خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه.
لذلك جميع المحاولات البائسة لتهجير الفلسطينيين، خصوصاً تلك التى تضمنتها تصريحات نتنياهو الأخيرة، تشكل خطراً مباشراً على استقرار المنطقة بأسرها، وعلى الأمن القومى لمصر بشكل خاص، باعتبارها قلب الأمة ومصدر قوتها.
إن الدور المصرى التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر دعم حقوق الشعب الفلسطينى أو السعى المستمر لوقف العدوان على قطاع غزة، يشكل نموذجاً مشرفاً يحتذى به، حيث وقفت مصر على الدوام كحائط صد أمام محاولات الاحتلال فرض واقع جديد على الأرض.
لعل هذا الدور الوطنى والتاريخى يرسخ موقف مصر كحامية للقضية الفلسطينية، كما يعزز ثقة الشعب المصرى وقيادته بأن مواجهة أى تهديد هو دفاع عن القضية العربية الكبرى، وعن الأمن القومى المصرى فى آن واحد.
لقد تجلى تلاحم المصريين مع القيادة السياسية فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة، من خلال تجاوز كل الخلافات الداخلية والأزمات المعيشية التى يعانى منها الكثيرون، لأن الشعب يفهم تماماً أن وحدة الصف الداخلى هى الدرع الحصين أمام أى تهديد خارجى.
كما أن هذا التلاحم الوطنى يمثل رسالة واضحة لا لبس فيها، مفادها أن الأمن القومى المصرى يظل فوق كل اعتبار، وأن الشعب المصرى يقف صفاً واحداً خلف قيادته السياسية، مستعداً لمواجهة كل المخاطر التى قد تهدد استقرار الوطن أو أمنه.
إن مصر من خلال مواقفها الثابتة أكدت دائماً دعمها الكامل للشعب الفلسطينى، والتمسك بحقوقه المشروعة فى تقرير مصيره وعودة اللاجئين، كما طالبت دائماً المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته فى وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، إدراكاً منها أن فلسطين هى قضية كل العرب، وأى مساس بها هو مساس بأمن واستقرار المنطقة.
يمكن القول إن تصريحات نتنياهو التى تدعو إلى تهجير الفلسطينيين لم تكن سوى محاولة بائسة لتقسيم الصف وزعزعة الأمن العربى بكامله، لكن وعى الشعب المصرى وتماسكه خلف قيادته السياسية، أجهض تلك المحاولة قبل أن تتحول إلى خطر حقيقى.
المتابع لما يحدث فى الآونة الأخيرة، لا يساوره الشك فى أن تلاحم المصريين ليس فقط تعبيراً عن رفض الإهانة أو الظلم، بل هو إعلان صريح بأن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأن الشعب يقف بكل قوته فى مواجهة كل التهديدات، متجاوزاً كل الخلافات، ومتسلحاً بوحدته الوطنية التى لا تقهر.
[email protected]