افتتاح المدرسة المصرية اليابانية بمنيا القمح

في أجواء احتفالية بمناسبة العيد القومي الـ 144 لمحافظة الشرقية، افتتح المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية المدرسة المصرية اليابانية بمدينة منيا القمح، والتي تمثل إضافة تعليمية متميزة على أرض المحافظة، حيث تقام المدرسة على مساحة 4060 مترًا مربعًا، وتضم مبنى مكونًا من دور أرضي وثلاثة طوابق، يضم 14 فصلًا دراسيًا مجهزًا وفق أحدث المعايير التربوية، بتكلفة إجمالية بلغت 18 مليونًا و584 ألف جنيه.
ويأتي افتتاح المدرسة في إطار خطة الدولة للتوسع في تطبيق نموذج التعليم الياباني داخل مصر، والذي يركز على بناء شخصية الطالب بشكل متكامل، من خلال تنمية مهاراته الاجتماعية والوجدانية والعقلية جنبًا إلى جنب مع التحصيل الأكاديمي، بما يخلق بيئة تعليمية حديثة وتفاعلية تسهم في إعداد أجيال قادرة على مواكبة متغيرات العصر والمشاركة الفعالة في بناء الوطن.
وأكد المحافظ خلال الافتتاح أن الدولة تولي قطاع التعليم أولوية قصوى باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن التوسع في إنشاء المدارس الجديدة بمختلف المراكز والقرى يسهم بشكل مباشر في تخفيف الكثافة الطلابية داخل الفصول، ويوفر مناخًا تعليميًا مناسبًا يساعد الطلاب على التحصيل والابتكار.
وخلال جولته داخل المدرسة، تفقد المحافظ الفصول الدراسية وقاعات الأنشطة المتنوعة التي تم تجهيزها على أعلى مستوى، وتشمل قاعات للتربية الفنية والمجال الصناعي والاقتصاد المنزلي والتربية الزراعية والموسيقية، بالإضافة إلى قاعات الحاسب الآلي والمكتبة والمسرح وغرف المعلمين والإدارة. وأعرب عن سعادته بما شاهده من إمكانات وتجهيزات تعكس اهتمام الدولة بتطوير البنية التحتية للتعليم.
وأوضح أن المدارس اليابانية تمثل نقلة نوعية في التعليم الأساسي من خلال دمج الأنشطة التربوية مع الدراسة النظرية وتفعيل أساليب التعلم النشط التي تركز على الطالب باعتباره محور العملية التعليمية.
وأشاد المحافظ بالتعاون المثمر بين مصر واليابان في مجال التعليم، مشيرًا إلى أن هذا التعاون أثمر عن إنشاء العديد من المدارس اليابانية في المحافظات المختلفة، إلى جانب إنشاء معهد الكوزن المصري الياباني بمدينة العاشر من رمضان، وتطبيق نظام التوكاتسو في العديد من المدارس الحكومية، بما يعزز من روح التعاون والانتماء لدى التلاميذ ويوازن بين الجوانب الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية في شخصية الطالب.
ومن جانبه، ألقى تسوكاموتو نائب السفير الياباني بالقاهرة كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في افتتاح المدرسة المصرية اليابانية بمنيا القمح، مؤكدًا أن التجربة اليابانية في التعليم داخل مصر أصبحت محل اهتمام كبير وحققت نجاحًا واضحًا، بدليل الإقبال المتزايد من أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بهذه المدارس.
نائب السفير الياباني بالقاهرة: نستهدف وصول عدد المدارس لـ 69 مدرسة على مستوى الجمهورية
وكشف أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح 14 مدرسة جديدة ليصل عدد المدارس المصرية اليابانية إلى 69 مدرسة على مستوى الجمهورية، إلى جانب تطبيق النموذج الياباني في عدد من المدارس الحكومية ليستفيد منه ما يقرب من 750 ألف طالب وطالبة.
وأشار نائب السفير إلى التعاون القائم مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" وعدد من الشركات اليابانية في تدريب معلمي هذه المدارس على أحدث البرامج التعليمية، لافتًا إلى أنه سيتم تكليف الخبير التعليمي الياباني "سوزوكي" للعمل مشرفًا على المدرسة المصرية اليابانية بمنيا القمح لنقل خبراته وتعزيز جودة العملية التعليمية.
كما أكد استمرار التعاون والدعم من الجانب الياباني للنهوض بالمدارس المصرية اليابانية وتحقيق أقصى استفادة منها.
شهد الافتتاح حضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية من بينهم نائب محافظ الشرقية، سكرتير عام المحافظة، مدير عام هيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة، رئيس مركز ومدينة منيا القمح، وكيل مديرية التربية والتعليم، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس النواب، حيث عبر الجميع عن فخرهم بهذا الصرح التعليمي الجديد الذي يعد هدية لأبناء الشرقية في عيدها القومي، ودفعة قوية لمسيرة تطوير التعليم داخل المحافظة.
وبافتتاح المدرسة المصرية اليابانية بمنيا القمح، تواصل محافظة الشرقية مسيرتها في دعم العملية التعليمية وتقديم نماذج متطورة تسهم في إعداد أجيال قادرة على مواجهة المستقبل بروح الابتكار والانضباط، في وقت تؤكد فيه الدولة التزامها ببناء الإنسان باعتباره الهدف الأسمى لمسيرة التنمية الشاملة.