وداع خاص لجورجيو أرماني.. جنازة هادئة لأسطورة الأناقة الإيطالية

جورجيو أرماني .. في مشهد يلفه الهدوء والخصوصية، يُوارى جثمان مصمم الأزياء العالمي جورجيو أرماني الثرى اليوم الاثنين، في جنازة عائلية مغلقة، تجمع أقربائه وأصدقاءه المقرّبين فقط، بعيدًا عن أضواء الكاميرات وعدسات الصحافة، على عكس مسيرته الحافلة التي لطالما كانت محط أنظار العالم.
الراحة الأبدية قرب الجذور
سيُدفن أرماني في كنيسة العائلة الواقعة في ريفالتا، وهي قرية صغيرة تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرق ميلانو، قريبة من مسقط رأسه بياتشينزا.
وسيوارى الثرى إلى جانب والديه وشقيقه الأكبر، في مكان يرمز إلى عمق ارتباطه بجذوره العائلية والتقاليد التي لطالما احترمها.
توقف النبض… وتغلق الأبواب
في لفتة وفاء، أعلنت متاجر أرماني في إيطاليا والعالم أنها ستُغلق أبوابها بعد ظهر اليوم حدادًا على مؤسسها، وهو قرار يعكس حجم التأثير العاطفي لرحيله في أوساط العاملين معه ومتابعيه حول العالم.
شريكه: سنمضي كما أراد
وقال بانتاليو ديل أوركو، شريك أرماني في الحياة والعمل، لصحيفة كورييري ديلا سيرا:
"سنودعه كعائلة، ثم نمضي قدمًا كما كان يتمنى. كل شيء معدّ لنحتفل به من خلال أزيائه التي كانت حياته".
وكان المصمم يعمل حتى أيامه الأخيرة على تنظيم معرض استعادي وعرض أزياء خاص بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس علامته، ضمن فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو نهاية هذا الشهر.
ولم تؤكد الشركة حتى الآن ما إذا كانت ستُحدث تغييرات على هذا الحدث المرتقب.
رجل واحد… حزن عالمي
أُعلن عن وفاة جورجيو أرماني يوم الخميس عن عمر ناهز 91 عامًا، لتنهال سيل من التعازي عبر العالم من مشاهير هوليوود وزعماء دول ومصممين ورياضيين، وحتى من الناس العاديين الذين لمسوا تأثيره على الثقافة والموضة.
وتمكن الآلاف من توديع "ري جورجيو" أو "الملك جورجيو"، كما يُلقب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث عُرض نعشه الخشبي المغطى بالورود البيضاء في المقر الرئيسي للدار في ميلانو، وسط أجواء من التأثر الشديد.
إرث خالد
أرماني، الذي بنى خلال خمسة عقود إمبراطورية امتدت من الموضة إلى الفنادق والديكور والضيافة، غيّر مفهوم الأناقة حول العالم، بجمالية تقوم على البساطة الراقية والقصّات الدقيقة.
لم يكن لديه أبناء، لكنه خلّف وراءه مجموعة من المقرّبين وأفراد العائلة ممن رافقوه طويلاً، ويتوقع أن يتولوا إدارة العلامة والحفاظ على إرثه العظيم، تحت مبادئ أرساها بنفسه: الرقي، الانضباط، والصدق الإبداعي، وبرحيل أرماني، لا تفقد إيطاليا مصمم أزياء فحسب، بل تُطوى صفحة من تاريخ الأناقة نفسها.