رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

قطوف

سمع هُس

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

   كنت أرقص وحدي في غرفتي، أمام المرآة، أمام ناظريها وهي تتطلع لي، صورها على أغلفة المجلات، احتفظت بها منذ الطفولة، إرث دأبت أمي على جمعه، أعداد مجلة الكواكب منذ 1950، فراشة الرقص الشرقي، على مجلة الإذاعة، مجلة الشبكة، حتى المجلة الفرنسية  Noir et Blanc التي لم أفهم لغتها قبل مرحلة الثانوية، أجمل راقصة شرقية تستمتع برحلتها في فرنسا، صور بورتريه، صور فوتوغرافية، جذبتني هذه الغجرية الهادئة، طارت بي هذه الفراشة، تُصدر ومضات مضيئة، حتى توقفت أجنحتها، فسقطتُ.
 أواري الصخب حولي، أسد مسامعي، أحبس نظري في الأضواء البراقة، كيلا أراهم، تمنيت العالم معصوب العينين، لأرقص وحدي بلا رقيب، مثلما رقصت كثيرا في غرفتي، وقليلا أمام أبناء العائلة في الأعياد، لأتلقى تشجيع أمي، وضحكات الحاضرين، على هذه الفسلة التي تعلقت بصورة راقصة على أغلفة المجلات.
    تمنيت أن يغمض العالم عينيه عني، فقط تتمايل الأرض سكرة تحت كعبي الدقيقين، وقوامي الرشيق، وملامحي الأنثوية كالفراشة الأولى في الشرق الأوسط، لم أتخيل أن يهتز خشب المسرح الذي نصبه نجار مُسلح على عجل، وعلى جانبه عروس وعريسها، وحولي عشرات من المدعوين، يداعبون صدري بينما يضعون النُقطة تحت السوتيان المُطرز، وينادي النبطشي "سمع هُس"