باراماونت تدخل عالم Call of Duty.. فيلم ضخم مرتقب يفتح باب سلسلة سينمائية جديدة

في خطوة تعكس تزايد الاهتمام العالمي بدمج صناعة السينما مع عالم الألعاب الإلكترونية، أعلنت شركة باراماونت عن توقيع اتفاقية شراكة مع مايكروسوفت وأكتيفجن لإنتاج فيلم مستوحى من سلسلة الألعاب الشهيرة Call of Duty.
هذه السلسلة، التي تُعد واحدة من أنجح العلامات التجارية في صناعة الترفيه، حققت مبيعات هائلة على مدار العقدين الماضيين، ما يجعلها مادة غنية لأي استثمار سينمائي ضخم.
ورغم أن الاتفاقية لم تكشف عن تفاصيل مالية محددة، فإن الخبر أثار ضجة واسعة في الأوساط السينمائية والرقمية على حد سواء، نظرًا للقيمة التجارية الضخمة التي تمثلها Call of Duty، والتي تجاوزت مبيعاتها التراكمية مئات الملايين من النسخ عالميًا.
ما زالت الكثير من تفاصيل المشروع الجديد غير واضحة، إذ لم تُعلن باراماونت حتى الآن عن فريق التمثيل، أو المخرج، أو حتى الحقبة الزمنية أو الجزء الذي سيُقتبس منه الفيلم. ومع وجود أكثر من 30 إصدارًا رئيسيًا في السلسلة، تتنوع بين الحروب العالمية، والصراعات الحديثة، والخيال العلمي المستقبلي، فإن أمام الاستوديو خيارات واسعة لإعادة تقديم السلسلة إلى الشاشة الكبيرة.
محللون أشاروا إلى أن الأفلام المستوحاة من أجزاء Call of Duty التقليدية قد تحمل طابع أفلام الحرب الكلاسيكية، بينما قد تتحول الإصدارات ذات الطابع المستقبلي إلى أعمال خيال علمي ملحمية.
بداية لعالم سينمائي ممتد؟
بحسب تقرير نشرته مجلة Variety، فإن الاتفاقية الحالية تقتصر على فيلم واحد فقط. ومع ذلك، فإن مصادر من داخل الصناعة أكدت أن هناك احتمالية كبيرة لتوسيع نطاق التعاون لاحقًا، ليشمل إنتاج سلسلة كاملة من الأفلام وربما مسلسلات تلفزيونية أيضًا. بمعنى آخر، قد يكون هذا الفيلم بمثابة الخطوة الأولى نحو إطلاق ما يشبه عالم Call of Duty السينمائي أو ما يُعرف اصطلاحًا بـ CoDCU.
باراماونت وتوسعات ضخمة بعد اندماجها مع سكاي دانس:
يأتي هذا الإعلان في أعقاب الاندماج الكبير الذي أتمّته باراماونت مؤخرًا مع شركة سكاي دانس في صفقة بلغت قيمتها نحو 8 مليارات دولار. هذه الصفقة منحت باراماونت قوة مالية واستراتيجية ضخمة، وإن كانت مثيرة للجدل بسبب الضغوط السياسية التي رافقتها، خصوصًا في ما يتعلق بموافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية.
منذ هذا الاندماج، دخلت الشركة في موجة من الاستثمارات الهائلة، بدءًا من استقطاب منتجي مسلسل Stranger Things من نتفليكس، وصولًا إلى إنفاق أكثر من 7.7 مليار دولار للحصول على حقوق بث بطولة القتال النهائي (UFC) لمدة سبع سنوات. كما أعلنت باراماونت عن خطط لمضاعفة إنتاجها السنوي من الأفلام، بحيث تسعى لإصدار ما يقرب من 20 فيلمًا جديدًا كل عام.
تكامل بين السينما والألعاب:
لا يأتي هذا التوجه بمعزل عن التحولات الجارية في صناعة الترفيه العالمية. فشركات الإنتاج باتت ترى في الألعاب الإلكترونية منجمًا ثريًا لإنتاج محتوى سينمائي يضمن جمهورًا ضخمًا مسبقًا. نجاحات سابقة مثل أفلام Sonic وThe Last of Us على منصات البث عززت من قناعة هوليوود بأن الألعاب لم تعد مجرد صناعة منفصلة، بل هي ذراع استراتيجية للسينما والتلفزيون.
مستقبل Call of Duty على الشاشة:
مع اقتراب إصدار Call of Duty: Black Ops 7 في 14 نوفمبر المقبل، يبدو أن التوقيت مثالي لبناء حالة من الترقب لدى الجماهير، خاصة وأن الفيلم قد يشكل جسراً جديداً بين عشاق السلسلة من اللاعبين والجمهور السينمائي الأوسع.
ورغم غياب التفاصيل الفنية في الوقت الراهن، يبقى واضحًا أن باراماونت تراهن بقوة على عالم الألعاب باعتباره المستقبل الذهبي لصناعة الترفيه. وإذا نجح المشروع، فقد نكون على أعتاب ولادة واحدة من أضخم السلاسل السينمائية الجديدة في هوليوود خلال السنوات المقبلة.