عامل يُنهى حياة ابنه المدمن بعد اعتدائه على والدته
دموع أب

المتهم: كان نفسى يبقى سندى لكن الإدمان دمره
لم يكن يتخيل الرجل الستينى أن تنتهى محاولاته المتكررة لإنقاذ ابنه من براثن الإدمان بجريمة هزت منطقة بولاق الدكرور وأدخلته فى دوامة من الصدمة والحزن.
بين جدران منزل بسيط، تحولت لحظة غضب وخلاف عادى إلى مأساة، حينما فقد الأب السيطرة على نفسه، ووجه ضربات متتالية لابنه بعصا خشبية، أردته قتيلًا فى الحال.
على مدى سنوات، حاول الأب والأم جاهدين انتشال ابنهما من هاوية المخدرات، ساعيين أكثر من مرة لإدخاله مصحة علاجية، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، لم يتوقف الأمر عند التعاطى فقط، بل تحول الابن إلى مصدر دائم للشجار داخل البيت، يطالب بالمال بشكل مستمر، ويثور فى وجه والديه إذا رفضا طلباته.
فى يوم الحادث، جلست الأم تتابع التلفاز، حين دخل ابنها فى نوبة غضب مطالبًا بمبلغ مالى لشراء المخدرات، رفضت الأم الانصياع له، فانهال عليها بالسباب والضرب، لم يحتمل الأب مشهد إهانة زوجته على يد فلذة كبده، فاستشاط غضبًا وأمسك بعصا خشبية، محاولًا إبعاده وتأديبه، لكن الضربات تجاوزت حدود السيطرة، وسقط الابن الشاب جثة هامدة، تاركًا الأب مذهولًا أمام صرخات الأم المكلومة.
فى التحقيقات، قال الأب وهو فى حالة ذهول: «مقصدش قتل ابنى، كنت بحاول منعه من الاعتداء على والدته وتأديبه بعدما دمرته المخدرات ولحست عقله، حاولت إنقاذه أكثر من مرة لكنى فشلت»، كلمات خرجت من قلب مكسور لرجل لم يكن يتصور أنه سيفقد ابنه بهذه الطريقة، بعدما كان يحلم أن يراه يومًا سندا له.
تلقت أجهزة الأمن بالجيزة بلاغًا بمقتل شاب داخل منزله ببولاق الدكرور، وبالانتقال والفحص، تبين أن الأب مرتكب الحادث بعد مشاجرة بسبب طلب الابن أموالًا لشراء المخدرات، تم ضبط الأب، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة، وتمت إحالته إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.
وفى تعليق على الواقعة، يقول الدكتور محمود سامى، أستاذ علم الاجتماع، إن مثل هذه المآسى تعكس حجم الكارثة التى يخلفها انتشار المخدرات داخل الأسر المصرية، موضحًا أن «الإدمان لا يدمّر حياة المدمن فقط، بل يمتد أثره إلى الأسرة بأكملها.
وتابع: كثير من الآباء والأمهات يجدون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر وهما إما الاستسلام لابتزاز الأبناء المدمنين، أو مواجهة عنفهم اليومي.
وأضاف: «ما حدث فى جريمة بولاق ليس مجرد حادث فردي، بل ناقوس خطر يدق على المجتمع بأسره، ويؤكد أهمية توفير برامج علاجية فعالة لإنقاذ الشباب المدمنين، ودور الإعلام فى رفع وعى الشباب بخطورة الإدمان».