ﺗﻨﻜﺮ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﻘﺘﻞ ﺟﺎرﺗﻪ اﻟﻤُﺴﻨﺔ
السائق القاتل

المتهم استعان بزوجته لتنفيذ الحادث
فى أزقة العامرية غرب الإسكندرية حيث البيوت المتلاصقة وأواصر الجيرة التى تمتد لسنوات لم تكن العجوز صاحبة الـ75 عاماً تتخيل أن يد الغدر ستأتيها من أقرب الناس إلى بابها.
وهي جارتها التى كانت تطرق الباب أحيانا بابتسامة مصطنعة، وزوجها الذى يعمل سائقا واللذان لم يحملا فى قلبيهما سوى أطماع قاتلة.
بدأت الحكاية حين ضاقت بهما سبل العيش وتحول ضيق الحال إلى شيطان يلح عليهما بأن الطريق الأسرع للمال يمر عبر المجنى عليها فهى عجوز تعيش وحدها وفى معصمها أساور ذهبية لامعة.. كانت فى نظرهم فرصة لا تعوض، خططا للجريمة بحذر بارد وكأنهما يلعبان دورا فى مسرحية مأساوية جاءت الزوجة أولاً مستغلة علاقة الجيرة القديمة لتمهد الطريق أمام زوجها فأهلها يعيشون فى تلك المنطقه وتقوم بزيارتهم بصورة مستمرة وعلى درايه كاملة بتفاصيل حياة الضحية.
وفى ظهيرة يوم الحادث أشعل المتهمان حريقا صغيرا فى بعض المقشات أمام محل الضحية، ليلفتا انتباهها بعيدا عن بيتها وما إن انشغلت العجوز بالنيران حتى تسلل الزوج إلى داخل منزلها متخفيا فى صمت وبحوزته قصافة حديدية أعدها لانتزاع الذهب من يديها العجوزتين.
ظل المتهم مختبئا لساعات طويلة يراقب عقارب الساعة ببطء قاتل، الليل حل والعجوز عادت إلى بيتها منهكة من يومها لم تكد تغلق الباب خلفها حتى باغتها المتهم دافعا جسدها الهزيل إلى الأرض مطبقا بكفيه على عنقها ثم شد الإيشارب حول رقبتها يضغط بلا رحمة حتى لفظت آخر أنفاسها.
الجثة استسلمت للصمت وصعدت الروح لبارئها، لكن المتهم الشيطان لم يكتف بالموت حاول نزع الأساور الذهبية من معصمها فلم يستطع فاستخدم القصافة ليقطعها عنوة كأنها آخر قيد يربطه بإنسانيته ثم جمع ما خف وزنه وغلا ثمنه وأمسك بهاتفها المحمول وارتدى ملابس نسائية خمارا يخفى ملامحه ليفر بجريمته.
لكن القدر كان له بالمرصاد.. عيون الجيران لم تخطئ ارتباكه وصوت خطواته المرتعشة فضحته فأُمسكوا به قبل أن يغادر الشارع والذهب الملطخ بالخيانة لا يزال فى يده.
فى قسم شرطة العامرية جلس المتهم يملى اعترافاته بينما زوجته تدارى وجهها خلف دموع زائفة قال ببرود: الطمع أعمانا.. هى كانت عايشة لوحدها والدهب أغرانى.
عاشت منطقة العامرية فى حزن على وفاة العجوز الضحية بهذه الطريقة القاسية، خاصة أنها كانت سيدة رقيقة القلب تعيش بحب وسلام بين أهالى المنطقة ليتحول بيتها البسيط فى العامرية إلى مسرح جريمة راحت ضحيته بلا أى ذنب لها سوى أن جيرانها طمعت فى أساورها الذهبية ليقتلوها بلا رحمه.
فارقت الضحية الحياة ووارى الثرى جثمانها، وتم إيداع المتهم خلف القضبان لينال جزاء ما اقترفته يده.