عادة بسيطة تخفف دوار الحركة وتمنح المسافرين راحة أسرع

يعاني عدد كبير من الأشخاص حول العالم من دوار الحركة وهي حالة شائعة تصيب شخصًا من بين كل ثلاثة تقريبًا وتترافق مع مجموعة من الأعراض المزعجة مثل الدوخة والغثيان والقيء وتشوش الرؤية والصداع.
وتحدث غالبًا أثناء ركوب السيارة أو القطار أو القارب أو الطائرة وقد تكون أكثر حدة لدى النساء والأطفال ومن يعانون من الصداع النصفي
دراسة حديثة تكشف تأثير الموسيقى
في بحث جديد أجراه فريق من جامعة جنوب غرب الصين بقيادة الدكتور تشيزونج يوي توصل الباحثون إلى أن الاستماع إلى الموسيقى قد يكون علاجًا فعالًا وغير مكلف لدوار الحركة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين استمعوا إلى موسيقى مبهجة لمدة دقيقة واحدة بعد القيادة شهدوا انخفاضًا في أعراض دوار الحركة بنسبة تجاوزت سبعة وخمسين بالمئة كما ساعدت الموسيقى الهادئة على تقليل الأعراض بنسبة قريبة بلغت ستة وخمسين بالمئة.
موسيقى حزينة لا تُجدي نفعًا
بينما حققت الموسيقى المبهجة والهادئة نتائج إيجابية أظهرت الموسيقى الحزينة أداءً ضعيفًا إذ لم تتجاوز نسبة التحسن الأربعين بالمئة بل كانت أقل فعالية من عدم الاستماع إلى أي شيء وأوضح الباحثون أن السبب قد يكون في تأثير المشاعر السلبية المرتبطة بالموسيقى الحزينة والتي قد تزيد من الشعور بالغثيان والضيق.
نشاط الدماغ يرصد التأثير
أثناء التجربة ارتدى المشاركون قبعات خاصة لرصد النشاط الكهربائي في الدماغ وكشفت النتائج أن منطقة الفص القذالي المسؤولة عن معالجة الصور البصرية تتأثر بشكل واضح عند الشعور بدوار الحركة حيث ينخفض نشاطها مع تفاقم الأعراض ويعود لطبيعته عند التحسن ما يشير إلى وجود ارتباط وثيق بين الإشارات البصرية والمشاعر المصاحبة للحركة
احتمالات أوسع وتطبيقات مستقبلية
شملت الدراسة أربعين مشاركًا فقط مما يتطلب إجراء أبحاث أوسع لكن النتائج الأولية واعدة خاصة أن العلاج بالموسيقى يعتبر وسيلة آمنة وغير دوائية وغير جراحية وقابلة للتخصيص بحسب الذوق الشخصي كما أشار الباحثون إلى إمكانية استخدام هذه الطريقة للتعامل مع دوار الحركة في الطائرات والسفن والسيارات على حد سواء مع وجود نية مستقبلية لدراسة تأثير التفضيلات الموسيقية على فعالية العلاج
حل بسيط لمشكلة مزعجة
ولا يزال دوار الحركة يمثل عائقًا كبيرًا أمام الاستمتاع بالسفر لكن النتائج الجديدة قد تفتح الباب أمام وسائل مريحة وسهلة التطبيق يمكن أن تخفف من الأعراض المزعجة وتمنح ملايين الأشخاص حول العالم فرصة للاستمتاع برحلات أكثر هدوءًا وراحة