ليبيا على صفيح ساخن.. اتجاه نحو الحسم العسكري بطرابلس وتخوف من تدخل حفتر

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا عسكريًا جديدًا ينذر بانهيار وشيك لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن وجهت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة إنذارًا حاسمًا إلى "قوات الردع"؛ بهدف توحيد السيطرة العسكرية في المدينة.
وبحسب التقارير، تطالب الحكومة "قوات الردع" بتسليم مواقع استراتيجية رئيسية تحت سيطرتها، أبرزها سجن معيتيقة ومطار طرابلس الدولي والميناء.
وبحسب قناة “فرانس 24”، تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة لترسيخ سلطة الدولة واحتكار القوة العسكرية.
من جانبها، رفضت "قوات الردع" هذا الإنذار، معلنة استعدادها لقبول الترتيبات الأمنية الحكومية شريطة أن يتم تطبيق الإجراءات نفسها على جميع الفصائل المسلحة الأخرى في المدينة، وليس عليها وحدها.
ولممارسة الضغط، بدأت حكومة الدبيبة في حشد قوات عسكرية من مدينة مصراتة، التي تُعد معقلًا رئيسيًا لمؤيدي رئيس الوزراء.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن تحقيق انتصار عسكري حاسم من قبل القوات الموالية للدبيبة أمر مستبعد، خاصة بعد فشل محاولة مماثلة في شهر مايو الماضي.
كما يُخشى من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى تدخل طرف ثالث، مثل قوات خليفة حفتر، مما قد يغير موازين القوى.
ويختلف الوضع الحالي بشكل جوهري عن صراع عام 2019، ففي حين كانت قوات غرب ليبيا موحدة وتتمتع بدعم عسكري ودبلوماسي من تركيا، تواجه الحكومة اليوم معارضة داخلية، كما أن تركيا نأت بنفسها مؤخرًا عن حكومة الدبيبة، بل وأجرت محادثات مع حفتر.
ويُتوقع أن يؤدي أي تجدد للقتال بين الفصائل المتنافسة في غرب ليبيا في نهاية المطاف إلى خدمة مصالح حفتر وتوسيع نطاق الصراع دون تحقيق استقرار حقيقي للبلاد.
اقرأ المزيد..