رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

قطوف

ممر اللاعودة

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

تسير في ظلام دامس داخل ممر ضيق، ينهشها الجوع والعطش حتى خارت قواها. ضجيج قلبها يصم أذنيها، لكنها تجبر جسدها على المضي، لعلها تجد منفذًا للنجاة. 
يمر أمام عينيها وعد قطعته لطفلتها: أنها ستعود إليها. تتذكر عيد ميلادها السابع حين احتضنتها الصغيرة وقالت: "هذا أجمل عيد ميلاد لأنك بجانبي يا أمي." لكن في صباح اليوم التالي، استيقظت على فاجعة: اختفى طليقها مع الطفلة، وترك رسالة يخبرها ألا تبحث عنهما، وأن ابنتها ستكون بخير مع امرأة أخرى ستحلّ مكانها. 
مرّت سنوات وهي تلهث خلف أثرها، حتى دلّتها صديقة على عنوان ما. وقبل يومين من عيد ميلاد الطفلة، شقّت طريقها الموحش إلى هناك. 
خرجت من الممر أخيرًا، لتجد نفسها أمام حديقة مزينة كأنها تستعد لحفل زفاف. ازدحمت الأصوات بالزغاريد والموسيقى، ونزل العروسان يسيران فوق سجادة حمراء. وقفت مذهولة: كانت العروس ابنتها، سعيدة في يوم زفافها، تحتفل بعيد ميلادها الثالث والعشرين أيضًا. 
حاولت أن تناديها، أن تحتضنها، لكن حاجزًا خفيًا كان يفصل بينهما. جلست قرب نافورة، تتساءل: هل نسيتها؟ هل مرّت كل تلك السنوات دون أن تلتفت لغياب أمها؟ 
انسحبت من الحفل باكية، حتى وصلت إلى بحيرة لتروي عطشها. انحنت نحو الماء، لكنها لم ترَ انعكاسها فيه… جسد بلا ظل. ارتجفت، والتفتت حولها. المكان غريب، والطريق مجهول. همست لنفسها: لابد أن هذه البحيرة ملبوسة… أو ربما هي التي لم تعد تنتمي لهذا العالم.