رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

النيابة تفتح تحقيق عاجل بعد العثور على رضيعة أمام مسجد بقرية في الأقصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في واقعة العثور على رضيعة حديثة الولادة أمام مسجد الهادي بقرية البغدادي التابعة لمحافظة الأقصر، وقررت النيابة تكليف خبراء الأدلة الجنائية بفحص مكان الواقعة ورفع الآثار المادية إن وجدت، كما كلفت النيابة بسماع أقوال شهود العيان وإجراء تحريات المباحث الجنائية حول ظروف التخلي عن الطفلة، بالإضافة إلى ندب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وإعداد تقرير كامل بحالتها الصحية تمهيدا لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية

بداية القصة

في الساعات الأولى من الفجر خيم الصمت على شوارع قرية البغدادي بينما كان المصلون يتوافدون نحو مسجد الهادي لأداء صلاة الفجر، لكن المشهد المعتاد انكسر فجأة مع صوت بكاء ضعيف يخرج من أمام باب المسجد، الأمر الذي أثار ارتباك رواد المسجد ودفع أحدهم ويدعى عبد الهادي الخطيب للاقتراب من مصدر الصوت ليتكشف المشهد المروع، طفلة صغيرة ملفوفة في قطعة قماش بالية تواجه برودة الليل القارس وحدها دون سند

مشهد يلامس القلوب

وقف الأهالي مذهولين أمام الموقف، إذ لم يصدقوا أن يترك إنسان فلذة كبده في هذا الوضع القاسي، لكن الرضيعة التي كانت تئن بصوت خافت أعادت الجميع إلى الواقع، ليهرع بعض المصلين نحو الوحدة الصحية القريبة لإبلاغ المسؤولين فيما قام آخرون بالاتصال بالشرطة التي حضرت على الفور، وتم استدعاء فريق طبي للكشف على الطفلة والتأكد من سلامتها

تحرك الأجهزة الأمنية

وصلت قوة من مركز شرطة الأقصر لموقع البلاغ وأجرت المعاينة المبدئية حيث تبين أن الطفلة حديثة الولادة ولا تزال تحمل آثار الولادة، فتم التحفظ عليها وتسليمها للجهات المختصة بالرعاية بعد توقيع الكشف الطبي، كما بدأ فريق المباحث في مراجعة محيط المسجد واستدعاء بعض سكان المنطقة لسماع أقوالهم، إلى جانب فحص كاميرات المراقبة المثبتة على المحال القريبة لمحاولة الوصول إلى أي خيط يقود لمعرفة المتورطين في الواقعة

شهود العيان يروون

أكد شاهد العيان عبد الهادي الخطيب أنه كان متجها إلى المسجد حينما لفت انتباهه صوت بكاء متقطع، مشيرا إلى أنه وجد الرضيعة مستلقية على الأرض في مواجهة باب المسجد دون أي غطاء يحميها سوى قطعة قماش بسيطة، وأضاف أن المشهد كان صادما لكل من شاهده حيث ساد الذهول والحزن وجوه المصلين الذين أسرعوا لنجدتها

مشاعر متباينة في القرية

داخل القرية انقسمت مشاعر الأهالي بين غضب وحزن، فالبعض رأى أن الواقعة تمثل جريمة إنسانية لا يمكن تبريرها، بينما غلبت على آخرين مشاعر الشفقة تجاه الطفلة التي وجدت نفسها في مواجهة قسوة الحياة منذ لحظاتها الأولى، الأمر الذي جعل الجميع يترقب نتائج التحقيقات على أمل أن تكشف الأجهزة الأمنية عن المتورطين في التخلي عنها

قرارات النيابة العامة

في ضوء ما توصلت إليه المعاينات الأولية، شددت النيابة العامة على ضرورة تسليم الطفلة إلى دور الرعاية المختصة بعد التأكد من استقرار حالتها الصحية، مع استمرار التحريات لكشف هوية والديها والوقوف على الأسباب والدوافع وراء التخلي عنها، كما أمرت النيابة بضم تقرير الوحدة الصحية إلى أوراق التحقيق

قصة الرضيعة أمام مسجد الهادي في الأقصر لم تكن مجرد واقعة عابرة بل صارت حديث الأهالي لما تحمله من قسوة إنسانية ومفارقة مؤلمة، فبينما قصد المصلون بيت الله لابتغاء السكينة، وجدوا أمامهم حياة صغيرة تصرخ طلبا للنجاة، لتبقى التحقيقات مفتوحة حتى تتضح ملابسات واحدة من أكثر الوقائع قسوة في سجلات الحوادث