تسلا تطلق باقة القيادة الذاتية الكاملة في أستراليا ونيوزيلندا

في خطوة لافتة لعشاق التكنولوجيا والقيادة الذكية، أعلنت تسلا رسميًا عن طرح باقة القيادة الذاتية الكاملة (FSD Supervised) في أسواق أستراليا ونيوزيلندا، لتكون بذلك أول مرة تصل فيها هذه التقنية إلى دول تعتمد نظام القيادة على الجهة اليمنى من الطريق.
الخطوة طال انتظارها من مالكي تسلا المحليين، الذين كانوا يتساءلون منذ سنوات عن موعد توفر هذه الميزة التي تعد واحدة من أكثر تقنيات الشركة إثارة للجدل.
ورغم أن الاسم يوحي بأن السيارة قادرة على القيادة بمفردها من الباب إلى الباب، إلا أن تسلا حرصت على التأكيد أن النظام لا يزال مساعد قيادة من المستوى الثاني، أي أنه يتطلب من السائق إبقاء يديه على المقود وانتباهه الكامل للطريق في جميع الأوقات. النظام يوفر دعمًا متقدمًا، لكنه ليس بديلاً عن السائق البشري.
لماذا تأخر إطلاق الميزة في أستراليا؟
في الولايات المتحدة وعدد من الأسواق الأخرى، يتوفر نظام القيادة الذاتية منذ سنوات. لكن دخول السوق الأسترالية تطلّب إعادة تدريب شاملة للنظام كي يتماشى مع طبيعة القيادة هناك. من أبرز التعديلات التي خضع لها النظام:
التعامل مع المنعطفات الحادة في شوارع ملبورن.
التعرّف على إشارات المرور وعلامات الطرق المحلية.
الاستجابة لمناطق المدارس ومواقف السيارات الخاصة بأستراليا.
هذا التخصيص لكل سوق يفسر التأخير الطويل بين توفر الخدمة عالميًا ووصولها لأول مرة إلى أستراليا ونيوزيلندا.
تسلا لا تطرح الخدمة دفعة واحدة، بل تتبع خطة تدريجية تشمل ثلاث مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأولى: تشمل مالكي سيارات موديل 3 وموديل Y المجهزة بكاميرات Hardware 4 والذين سبق أن اشتروا الباقة مقابل 10,100 دولار أمريكي.
2. المرحلة الثانية: توسع التوفر ليشمل جميع مالكي موديل 3 وY المزودين بنفس العتاد.
3. المرحلة الثالثة: إتاحة التجربة لعدد أوسع من السيارات المتوافقة عبر برنامج الوصول المبكر، تمهيدًا للإطلاق الكامل لاحقًا.
يحمل مالكو تسلا الأستراليون نفس التكلفة المطبقة عالميًا، حيث يبلغ سعر الباقة 10,100 دولار أمريكي. ولتشجيع العملاء على خوض التجربة، توفر الشركةفترة تجريبية مجانية لمدة 30 يومًا للسيارات الجديدة. بعد ذلك، يمكن للعملاء الاختيار بين شراء الباقة بشكل كامل أو الاشتراك شهريًا (سعر الاشتراك لم يُعلن بعد).
جدير بالذكر أن الباقة مرتبطة بالسيارة ذاتها، أي أنها غير قابلة للنقل عند بيع السيارة، إلا في حال استفاد المالك من عرض ترويجي محدود ينتهي في 30 سبتمبر الجاري.
ما الذي يقدمه نظام FSD Supervised؟
النظام الجديد يضيف مجموعة من الميزات المتقدمة إلى أنظمة القيادة الذاتية السابقة من تسلا، أبرزها:
التحكم في إشارات المرور وعلامات التوقف.
إمكانية القيادة في شوارع المدينة تحت إشراف السائق.
تحسينات على خاصية الحفاظ على المسار ونظام تثبيت السرعة التكيفي.
في الصين، تسوق الشركة هذه المزايا تحت اسم "القيادة الذاتية في المدينة" بسبب القيود التنظيمية على مصطلح "القيادة الذاتية الكاملة".
على الرغم من الإمكانيات المبهرة، فإن السلامة تبقى في صميم النقاش. تسلا تفرض على السائقين قراءة وقبول تحذيرات واضحة تؤكد أن المسؤولية النهائية تقع عليهم. النظام يُصدر إنذارات متكررة للتأكد من يقظة السائق أثناء القيادة.
هذا الحذر ليس من فراغ، إذ تواجه تسلا بالفعل قضايا قضائية في الولايات المتحدة، كان آخرها حكم أدان الشركة جزئيًا بمسؤوليتها عن حادث مميت يتعلق بنظام القيادة الذاتية. ورغم أن الشركة استأنفت الحكم، إلا أن هذه القضايا تضع ضغوطًا إضافية على تسويق النظام عالميًا.
مع هذا الإطلاق، تفتح تسلا فصلًا جديدًا في أسواق القيادة اليمنى مثل أستراليا ونيوزيلندا، حيث تتاح للمستخدمين فرصة تجربة تقنية متقدمة تعِد بجعل القيادة أكثر أمانًا وراحة، ولكنها لا تزال بحاجة إلى إشراف بشري كامل. وبينما يراها البعض خطوة نحو مستقبل السيارات ذاتية القيادة، يراها آخرون تجربة محفوفة بالتحديات التقنية والقانونية. في كل الأحوال، يبقى هذا الطرح حدثًا مهمًا يعكس التزام تسلا بدفع حدود الابتكار في صناعة السيارات الكهربائية والذكية.