رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تحقيق يضع تسلا تحت المجهر لتأخرها في الإبلاغ عن حوادث أنظمة القيادة الذاتية

تسلا
تسلا

تواجه شركة تسلا الأمريكية تحديًا قانونيًا جديدًا بعدما أعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) عن فتح تحقيق رسمي يتعلق بكيفية تعامل الشركة مع الإبلاغ عن الحوادث المرتبطة بنظامي القيادة الذاتية (Autopilot) والقيادة الذاتية الكاملة (FSD). يأتي هذا التحقيق في ظل تزايد المخاوف بشأن سلامة هذه التقنيات المتقدمة، التي لطالما اعتبرتها تسلا نقطة قوة أساسية في سياراتها الكهربائية.

سبب التحقيق: تأخر في الإبلاغ عن الحوادث

تُلزم القوانين الأمريكية شركات صناعة السيارات بإبلاغ NHTSA عن أي حادث يتعلق بأنظمة القيادة الذاتية أو أنظمة مساعدة السائق في غضون خمسة أيام فقط من وقوعه أو من لحظة علم الشركة به. غير أن الوكالة أوضحت أن تسلا خالفت هذه القاعدة مرات عدة، حيث انتظرت شهورًا قبل تقديم تقاريرها في بعض الحالات، رغم أن سياراتها مزودة بتقنية متطورة قادرة على إرسال بيانات التصادم تلقائيًا خلال دقائق من وقوعه.

رد تسلا وتبريرها

من جانبها، اعترفت تسلا بوجود مشكلة لكنها بررت ذلك بخلل تقني في أنظمتها، مؤكدة أنها عالجت هذا الخلل في وقت لاحق. إلا أن NHTSA لم تقتنع تمامًا بهذا التفسير، وأكدت أنها ستواصل التحقيق لمعرفة ما إذا كانت هناك تقارير لم تُقدّم بعد، وما إذا كانت البيانات التي أرسلتها تسلا كاملة وتشمل كل التفاصيل المطلوبة.

قضايا أخرى مفتوحة ضد الشركة

التحقيق الجديد لا يُعتبر الأول من نوعه بالنسبة لتسلا. إذ لا تزال NHTSA تحقق في قضايا أخرى تخص الشركة، منها:

ميزة ركن السيارة عن بُعد، التي ارتبطت بعدد من الحوادث وفقًا للشكاوى.

تحقيق آخر حول فعالية تحديث برمجي أطلقته تسلا عقب استدعاء واسع النطاق لمركباتها.

هذه التحقيقات تضع الشركة في موقف معقد، خاصة وأنها تحاول تعزيز ثقة المستهلكين والمستثمرين في تقنياتها الخاصة بالقيادة الذاتية.

أحكام قضائية تزيد الضغط على تسلا

لم تقتصر متاعب تسلا على الجانب التنظيمي فقط، بل وصلت إلى ساحات القضاء. فقد خسرت الشركة مؤخرًا قضية وفاة غير مشروعة مرتبطة بحادث وقع أثناء تشغيل نظام القيادة الآلية، حيث كشفت الشهادة خلال المحاكمة أن تسلا ضللت الشرطة والمدعين وأخفت بيانات ذات صلة بالحادث. هذا التطور زاد من الشكوك المحيطة بمدى شفافية الشركة في التعامل مع بيانات السلامة.

أرقام تكشف حجم المشكلة

إحصائيات NHTSA بين عامي 2021 و2024 تكشف عن واقع مثير للقلق:

سجلت سيارات تسلا أكثر من 2300 حادث مرتبط بأنظمة القيادة الذاتية ومساعدة السائق.

بالمقارنة، جاءت جنرال موتورز في المركز الثاني بـ 55 حادثًا فقط خلال الفترة نفسها.

هذا الفارق الهائل يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها تسلا في ضمان سلامة تقنياتها، ويطرح تساؤلات جادة حول مدى جاهزية القيادة الذاتية للاستخدام على نطاق واسع.

مستقبل القيادة الذاتية بين الطموح والمساءلة

منذ تأسيسها، اعتمدت تسلا على التسويق لتقنياتها باعتبارها مستقبل التنقل الذكي. لكن الواقع العملي يكشف أن الطريق أمام هذه الطموحات لا يزال مليئًا بالعقبات. فبينما تسعى الشركة لتوسيع نطاق استخدام أنظمة FSD عالميًا، تزداد الضغوط التنظيمية والقضائية عليها في الولايات المتحدة، مما قد يبطئ خططها المستقبلية أو يجبرها على إعادة النظر في استراتيجياتها.

التحقيق الجديد من NHTSA يضع تسلا مجددًا تحت الأضواء، ليس فقط بسبب تقنياتها المبتكرة، بل أيضًا بسبب تساؤلات جدية حول التزامها بمعايير السلامة والشفافية. وبينما يترقب عشاق السيارات الكهربائية مستقبل أنظمة القيادة الذاتية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح تسلا في تجاوز هذه العاصفة واستعادة ثقة الجمهور، أم أن هذه القضايا ستشكل نقطة تحول في مسيرتها؟