"لوحة للوحدة الوطنية".. الأقصر تحتفي بعيد السيدة العذراء

في أجواء حملت عبق المحبة وألوان التآلف، نظمت جمعية "المصري" بالأقصر احتفالها بعيد السيدة العذراء مريم للعام الثاني على التوالي، بمشاركة أكثر من 400 من أبناء المحافظة وممثلي مختلف فئات المجتمع، ليغدو اللقاء أشبه بلوحة تُجسّد روح مصر في تنوعها وتماسكها.

شهدت الاحتفالية حضور قيادات دينية من الكنيسة القبطية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى جانب ممثلين عن المجلس القومي للمرأة، ومديرية التضامن الاجتماعي، والاتحاد الإقليمي للجمعيات، ونخبة واسعة من الجمعيات الأهلية والقيادات المجتمعية.

وأكدت النائبة نجلاء باخوم رياض، عضو مجلس النواب وعضو الجمعية العمومية لجمعية المصري، أن هذه الفعاليات "تجسد قيم المحبة والتسامح التي تميز المجتمع المصري، وتبرهن أن قوة مصر في وحدتها وتنوعها".

تعاقبت الكلمات التي حملت رسالة واحدة: المحبة تسبق كل اختلاف. تحدث القمص رويس عبدالملاك، راعي كنيسة العذراء بالعديسات – الطود، والقمص موسى نبيه، راعي كنيسة مار يوحنا بالضبعية، والشيخ محمد عبدالباقي عن الأزهر الشريف، والشيخ حجاج إمام مسجد أبو الحجاج بالأقصر، والشيخ عبدالسلام فراج ممثل وزارة الأوقاف، جميعهم بصوت واحد ينشدون الإخاء والسلام.

وأضفى الشيخ عيسى علي ابتهالاته الدافئة على الاحتفال جوًا روحانيًا مهيبًا، لتتداخل الألحان والتراتيل، وتعلو فوقها قيم العيش المشترك، وكأن الأقصر تردد بصوت أبنائها: "ما يجمعنا أعمق من كل اختلاف".

يأتي هذا الاحتفال ضمن جهود مؤسسات المجتمع المدني في الأقصر لترسيخ قيم المواطنة والتعايش، وبناء جسور الثقة بين أبناء الوطن الواحد، حيث تتحول المناسبات الدينية إلى منصات للسلام الاجتماعي وفضاء رحب للحوار والمحبة.