تعديل بسيط في طريقة المشي يحميك من آلام الركبة لعقود

آلام الركبة .. أظهرت دراسة حديثة أن تغييرات بسيطة في زاوية القدم أثناء المشي يمكن أن تخفف من أعراض هشاشة العظام، بل وتؤخر الحاجة إلى إجراء جراحة في الركبة لسنوات عديدة.
وأثبتت الدراسة التي أجرتها جامعة يوتا أن هذا التعديل قد يكون فعالًا مثل تناول بعض الأدوية، بل يتفوق عليها من حيث الحد من تدهور غضروف الركبة.
الفصال العظمي وانتشاره
ويصيب الفصال العظمي أو هشاشة العظام، هو مرض تنكسي المفاصل ويؤثر على أكثر من ربع البالغين في العالم، ما يجعله أحد أبرز أسباب الإعاقة المزمنة.
ويتسبب هذا المرض في تآكل الغضاريف التي تغطي أطراف العظام، مما يؤدي إلى الألم والتصلب وتقييد الحركة.
وفي ظل غياب علاجات قادرة على عكس هذا التآكل، يعتمد العلاج غالبًا على المسكنات، وصولًا في كثير من الحالات إلى استبدال المفصل.
إعادة تدريب المشي كبديل علاجي
ركزت الدراسة الجديدة على طريقة بديلة لإدارة المرض تعتمد على تعديل طريقة المشي، وهي مقاربة غير دوائية قد تُحدث فرقًا ملحوظًا في جودة حياة المرضى. وأظهرت النتائج أن إعادة تدريب المشي، خاصة عبر تغيير زاوية القدم نحو الداخل أو الخارج بدرجات بسيطة، يمكن أن يخفف الضغط الواقع على الجزء الداخلي من الركبة، وهو المنطقة الأكثر تعرضًا للضرر.
منهجية دقيقة وتخصيص شخصي
اعتمد الباحثون على تقنية دقيقة لتحليل مشية كل مشارك باستخدام أجهزة قياس الضغط وكاميرات التقاط الحركة.
وبعد التحليل، حُددت زاوية القدم المثلى لكل شخص لتخفيف الحمل عن ركبته. كما استُخدم جهاز يُركب على الساق، يهتز عند خروج القدم عن الزاوية المحددة، مما ساعد المشاركين في الحفاظ على نمط المشي الجديد.
نتائج واعدة خلال عام واحد
بعد عام من المتابعة، أظهرت مجموعة التدخل تحسنًا ملحوظًا في تقارير الألم مقارنةً بالمجموعة الضابطة، بالإضافة إلى تراجع واضح في تدهور الغضروف بحسب تصوير الرنين المغناطيسي.
واعتبر الباحثون أن هذا التأثير يعادل تأثير مسكنات شائعة مثل الإيبوبروفين، وقد يصل إلى مستوى الأدوية القوية مثل الأوكسيكونتين في بعض الحالات.
فرصة لسد فجوة علاجية مزمنة
يمثل هذا النهج حلاً واعدًا خصوصًا لمن هم في منتصف العمر، ممن يعانون من هشاشة العظام ولكنهم لم يبلغوا بعد المرحلة التي يُوصى فيها بجراحة استبدال المفصل.
وبحسب الباحثين، يمكن لهذا التدخل أن يملأ فجوة طويلة في رعاية هؤلاء المرضى، عبر تحسين نوعية حياتهم وتأجيل الحاجة إلى الجراحة لسنوات أو حتى عقود.
يسعى الفريق الآن لتبسيط آلية تقديم هذا العلاج عبر أدوات ذكية مثل "الحذاء الذكي" أو استخدام كاميرا الهاتف لتتبع المشية، تمهيدًا لتطبيقه في العيادات كخيار علاجي فعال وآمن ومستدام.