رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هانى حمدى العضو المنتدب لشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية:

التقييمات غير الواقعية للاكتتابات.. تكتب فصل فقدان الثقة فى البورصة

هاني حمدي
هاني حمدي


10% مستهدف الحصة السوقية للشركة
 

مهما تكاثرت التحديات واشتدت العواصف، يبقى الإيمان بالهدف هو النور الذى يرشدك.. بحلمك ترى فى كل عقبة فرصة لاكتشاف الجديد، وفى كل تعثر بذرة انتصار آتٍ.. إن الصعاب لا تُحطّم أصحاب العزيمة، بل تُعيد صقلهم ليخرجوا أكثر صلابة وإصرارًا.. الواقع لا يتغير بالهروب، وإنما بالصمود؛ فالمواجهة هى نقطة التحول، إنها اللحظة التى تثبت فيها أن قوتك أكبر من مخاوفك.. قف أمام التحديات وجهًا لوجه، مهما بلغت قسوتها، بثبات لا يعرف الانكسار.. اعلم أن المواجهة ليست صراعًا دائمًا، بل هى شجاعة الوعى.. وكذلك محدثى اختار الطريق الصعب لإيمانه أنه وحده يقود إلى القمة.
ما تسعى إليه ممكن، وما تنتظره قادم، حتى وإن بدا بعيدًا، إنه السر الذى جعل العظماء يواصلون رحلتهم رغم الإخفاقات، وهو الجدار الذى احتمى به كل من رفض الاستسلام.. . وعلى هذا الحال كانت مسيرته منذ الصبا.
هانى حمدى العضو المنتدب لشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية.. عواصف الرحلة بصمة منحته ميزة التفرد، والإخلاص سهل طريق النجاح، فى قاموسه كل خطوة للأمام انعكاسًا لما بناه داخله بصبر وإصرار.
على بعد خطوات قليلة من شارع عباس العقاد، ذلك الشارع الذى يحمل بين حروف اسمه صدى الأديب العالمى، ينبض اليوم كأحد أهم المراكز التجارية والحيوية فى قلب القاهرة، يقف مبنى حديث الطراز، تخفى جدرانه الحكايات القديمة لمدينة ولدت فكرتها بعد ثورة يوليو 1952.
عند الطابق السابع، وبمجرد أن تخطو من المدخل الرئيسى، تستقبلك أجواء صاخبة بالحركة؛ كخلية نحل لا تهدأ، يسابق الجميع عقارب الساعة فى سباق مستمر لتقديم الأفضل للمستثمرين، فى الجهة الشمالية من المدخل، عند نهاية ممر طويل يشى بالجدية والانضباط، تظهر لك غرفة متواضعة فى ملامحها، لكنها تختزن عالمًا بأكمله.
«فاترينة» زجاجية صغيرة، بالركن تقف كحارس أمين لملفات العمل، فيما يفرض المكتب حضوره بأناقته المنظمة؛ سطحه مشغول بحاسوبين، يتتبعان بدقة نبض المؤشرات وتقلبات السوق. وعلى الطرف الآخر، تنتشر بعض القصاصات الورقية، تحكى بخطوطها خططًا طموحة، وأهدافًا مرسومة بدقة، وجداول أعمال تنبض بأحلام لا تعرف المستحيل.
كل زاوية من المكان تحمل بين طياتها «أجندة ذكريات» مكتوبة بعرق وجهد، تسجل لحظات انتصارات لامعة، وتعثرات مؤلمة، ومطبات كانت تبدو عصيّة، لكنها تحولت إلى جسور للعبور نحو نجاحات أكبر.. هنا، تتجسد حكاية صلبة من الإصرار، وملحمة واقعية لصناعة الأهداف وتحويلها إلى إنجازات.. قصة تروى ليس بالحبر فقط، بل بروحٍ لا تنكسر.
حماسى يضفى حياة على كلماته، فلا يكتفى برسم الصورة بملامحها العامة، بل يغوص فى التفاصيل الدقيقة التى تمنحها وضوحًا ومعنى، تحليله واقعى، يستند إلى معطيات ملموسة ولغة الأرقام التى لا تعرف المجاملة.. يقول إن «المشهد الاقتصادى يسير فى مسار مختلف تمامًا، أقرب إلى التعافى والاستقرار بعد سنوات من الأزمات العاصفة، لكن الفارق هذه المرة أن السياسات الاقتصادية جاءت أكثر وعيًا وعمقًا، فلم تنكسر أمام تقلبات الأسواق العالمية، ولا أمام صراعات سياسية إقليمية ودولية».
رغم ما شهده العالم من متغيرات خارجية عنيفة، فإن تأثيرها على الداخل لم يكن بالحجم الكبير وفقًا لتحليله، إذ استطاعت الإجراءات الإصلاحية أن تفرض كلمتها وتعيد ضبط البوصلة، مدعومة بتعافٍ تدريجى فى قيمة العملة المحلية، واستقرار ملحوظ فى سعر الصرف، وتدفقات دولارية محققة جاءت من مصادر حقيقية ومستدامة، بعيدًا عن استقطاب الأموال الساخنة قصيرة الأجل، إلى جانب ذلك، كان التوسع فى التصدير نقطة تحول جوهرية، جعلت الاقتصاد أكثر قدرة على توفير العملة الصعبة من مصادر إنتاجية، وهنا يكمن جوهر التحول بناء قاعدة صلبة قادرة على مواجهة الصدمات الخارجية بثبات، والانطلاق برؤية أكثر إشراقًا نحو المستقبل.


• لكن كيف ترى التحديات الداخلية، ودورها فى تباطؤ النمو الاقتصادي؟
- برؤية نافذة ووعيٍ متزن، يجيبنى قائلًا: «لا يزال ملف الديون الخارجية يمثل تحديًا مقلقًا، غير أن الحكومة تبذل جهودًا واضحة لمواجهته وتقليص آثاره تدريجيًا، إلى جانب ذلك، يبقى التضخم أحد الملفات التى تتطلب متابعة دقيقة، حيث تسعى الدولة باستمرار إلى كبح جماحه والوصول به إلى مستويات أكثر أمانًا.. لكنّ الأمر لا يقف عند حدود المعالجات، بل يفرض ضرورة التحرك السريع نحو رفع الدعم بشكل كامل لإعادة توجيه الموارد بصورة أكثر كفاءة، مع التركيز فى الوقت نفسه على تنمية مصادر العملة الصعبة من قطاعات ذات قيمة مضافة حقيقية، مثل الصناعة، والسياحة، وزيادة الصادرات. فهذه القطاعات هى الرهان الأصدق على بناء اقتصاد قوى قادر على مواجهة الأزمات والانطلاق بثبات نحو المستقبل».
مؤهل لمواجهة التحديات واقتحام الأزمات بثبات، لا يتعامل معها بردود أفعال مؤقتة، يتبن ذلك فى حديثه عن السياسة النقدية، حيث إن الاقتصاد وفقًا لتحليه بدا أكثر تأهيلًا لمواجهة التحديات واقتحام الأزمات بثبات، ليس عبر ردود أفعال مؤقتة، بل من خلال سياسات مدروسة تكشف عن نضج فى الإدارة ورؤية بعيدة المدى. ويظهر ذلك بوضوح فى إدارة السياسة النقدية، التى أثبتت احترافية عالية فى التعامل مع الأزمات، خاصة فى ملف «الأموال الساخنة» الذى مثّل أداة لتوفير العملة الصعبة، وكان لتدفقها أثر مباشر فى كبح جماح التضخم وإعادته إلى مستويات أقل.
الرؤية لم تتوقف عند هذا الحد؛ فالتعامل مع الاقتراض الخارجى جاء أكثر حكمة، بعدما توسعت الدولة فى بناء شراكات استراتيجية بديلة تقلل من الاعتماد على الديون، وتسهم فى الحفاظ على قيمة الأصول الوطنية. وفى المقابل، عززت محركات الاقتصاد الحقيقية مكانتها؛ مع زيادة ملحوظة فى معدلات السياحة، وارتفاع وتيرة التصدير، وتراجع تدريجى فى فاتورة الاستيراد، ما أسس لمعادلة أكثر استقرارًا بين العرض والطلب على النقد الأجنبى.
يتجاوز العواصف، ويحولها إلى دروس وطاقات جديدة، يتجلى ذلك فى حديثة عن ملف السياسة المالية، التى أثبتت أن المرونة ليست مجرد خيار، بل أداة استراتيجية كان لها مفعول السحر فى استقطاب الممولين وتوسيع قاعدة المشاركة، فمن خلال تطبيق سياسة مالية أكثر مرونة، أُعيد فتح ملفات الضرائب بروح جديدة، قائمة على التسهيلات والإعفاءات المدروسة، بما جعلها أقرب إلى شراكة عادلة لا عبئًا إضافيًا.. هذه الخطوات لم تكتفِ بتحفيز عجلة الإنتاج، بل فتحت الباب أمام دمج الاقتصاد غير الرسمى وضمه إلى المنظومة الرسمية، وهو ما يشكل إضافة نوعية لموارد الدولة، ويعزز من قدرتها على تقليص عجز الموازنة تدريجيًا.
الأمر لا يتوقف عند التشريعات، بل يحتاج إلى دعم عملى وتشجيع مباشر لأصحاب المصانع والعاملين فى مختلف القطاعات، عبر برامج لتوفيق الأوضاع، وضمان بيئة أعمال أكثر مرونة وجاذبية. فكل مصنع يتم تقنين أوضاعه، وكل نشاط غير رسمى ينضم للمنظومة، ما يسهم فى زيادة فى الإيرادات المستدامة.


• ما تقييمك للاستثمار الأجنبى المباشر.. وكيف يمكن الوصول إلى أرقام كبيرة تتناسب ومكانة السوق المحلي؟
- علامات تركيز ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا: «إن المتغيرات الخارجية التى شهدها العالم خلال السنوات الماضية، من اضطرابات إقليمية وتصاعد العنف فى مناطق عدة، كان لها أثر بالغ على تراجع الاستثمارات الأجنبية، إذ يظل الأمن والاستقرار هما العامل الأول والحاسم لجذب أى مستثمر».. مع هذا التراجع، لم يكن سوى الاعتماد على البدائل الداخلية، عبر تنشيط الاستثمارات المحلية، ورسم خريطة استثمارية واضحة تعكس الأولويات والفرص المتاحة، إلى جانب تقديم حزمة من المحفزات والتيسيرات لخلق بيئة أعمال أكثر جاذبية، ليسمح للمستثمر المحلى».
كما أن المعركة الحقيقية لا تكمن فقط فى توفير الحوافز، وفقًا لتفسيره، بل فى مواجهة البيروقراطية التى طالما كانت العائق الأكبر أمام تدفق الاستثمارات، سواء الأجنبية أو المحلية.. فكل خطوة يتم فيها تقليص التعقيدات الإدارية تعنى فتح الباب أمام مشروع جديد، وفرصة عمل إضافية، ومصدر دخل يعزز الاقتصاد الوطنى.
أعظم مكافأة يمكن أن يحظى بها الإنسان أو أى دولة هى امتلاك القدرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وصلابة.. وهذا ما يتجلى بوضوح عند الحديث عن القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، حيث تتصدر المشهد قطاعات حيوية تشكل العمود الفقرى للتنمية.. الزراعة بما تمثله من ضمان للأمن الغذائى، والصناعة باعتبارها المحرك الأساسى لخلق القيمة المضافة، والسياحة بما تدره من موارد مباشرة وتفتح به من نوافذ للتواصل الثقافى والاقتصادى مع العالم، إلى جانب الخدمات المالية، المصرفية وغير المصرفية، التى تُعد شريانًا داعمًا لكل الأنشطة الاستثمارية والإنتاجية.
قوة هذه القطاعات وحدها لا تكفى دون تمكين حقيقى للقطاع الخاص بحسب تحليله، حيث لا يزال يواجه تحديات وعقبات تعرقل قدرته على التوسع والإبداع، فالدعم الكامل لهذا القطاع ليس ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استدامة الإنتاج، حتى وإن كان إنتاجًا محليًا فى بدايته، لأنه يشكل اللبنة الأولى لبناء قاعدة إنتاجية قوية قادرة على المنافسة فى الداخل والخارج.


• لا يزال ملف برنامج الطروحات الحكومية يثير الجدل.. فما تعليقك؟
- بتفكير منظم وحسابات دقيقة، يجيبنى قائلًا: «إن ملف برنامج الطروحات الحكومية يحتاج إلى قدر أكبر من الإفصاح والشفافية من جانب الحكومة، فذلك هو الضمان الحقيقى لنجاحه واستمراريته».
يستشهد فى ذلك إلى اكتتاب بنك القاهرة الذى ما زال مصيره معلقًا، مشيرًا إلى أن الاتجاه نحو الطرح فى البورصة يمكن أن يحقق مكاسب بالجملة، سواء للشركات المقيدة أو للاقتصاد ككل، فالبورصة المصرية، برأيه، مؤهلة لاستقبال أى حجم من الطروحات، لكن الشرط الأساسى هو أن تتم وفق تقييمات حقيقية تعكس الواقع، لا مجرد أرقام على الورق، خاصة أن أى طرح يعتمد على تقديرات وهمية أو مبالغ فيها لا يؤدى فقط إلى إخلال فى توازن السوق، بل يهدد ثقة المستثمرين فى منظومة الاكتتابات بالكامل، وهو ما ينعكس سلبًا على السوق والاقتصاد، لذلك، فإن الشفافية والواقعية فى التقييم ليست مجرد تفاصيل إجرائية، بل هى الركيزة الأساسية لتعميق السوق وتعزيز ثقة المستثمر المحلى والأجنبى فى آن واحد، خاصة أن تعزيز استقطاب الشركات تتطلب المزيد من المحفزات والاعفاءات الضريبية، وكذلك العمل على تفعيل الأدوات المالية والأنشطة سواء الشورت سيلينج أو صانع السوق، بما يحقق المصلحة العامة.
كل تجربة خطوة تضاف فى صرح الشخصية، ليصبح أكثر قوة وصلابة أمام تقلبات الأيام، مشوار غلف بالنجاح مع مجلس إدارة الشركة، حيث نجح فى تحقيق استراتيجية متكاملة للشركة خلال عام 2024، محققًا نحو 60%، مع تحقيق نموا فى الأرباح بنسبة 100%، وكذلك الحفاظ على ترتيب الشركة ضمن الكبار، والحفاظ على وحدة وروح فريق العمل، وهو ما أسهم فى نجاح الطروحات التى إدارتها الشركة.
يسعى إلى الاستمرار فى تعزيز ريادة الشركة من خلال تحقيق مستهدفات تبنى على تتمثل فى القيام بدور مدير الطرح لأحد الطروحات الجديدة للشركات العاملة فى مجال الطاقة، وكذلك زيادة الحصة السوقية للشركة من 7% إلى 10%، استكمال كيان بنك الاستثمار، بتفعيل رخصة الاستشارات.
الإيمان بالقدرات، سر تفوقه، تجارب صقلت خبراته، بالعلم والممارسة، يحث أولاده على الإخلاص فى العمل، كونه الطريق إلى القمة والحفاظ عليها.. لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ مع مجلس الإدارة على ريادة الشركة.. فهل يستطيع ذلك؟