رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خلافات الجيرة تتحول لمأساة دامية في طهطا بإصابة شقيقين

قسم شرطة طهطا
قسم شرطة طهطا

مأساة جديدة ضربت مدينة طهطا بمحافظة سوهاج بعدما تحولت خلافات الجيرة إلى مشاجرة عنيفة أسفرت عن إصابة شقيقين بجروح خطيرة أمام مسجد الرضوان، والنيابة العامة تتحرك بقرارات عاجلة وحاسمة لفك طلاسم الحادث.

لم تكن مدينة طهطا بمحافظة سوهاج على موعد مع نهار عادي، بل استيقظ أهلها على وقع خبر مؤلم هز القلوب وأثار موجة من التساؤلات.

النيابة العامة، إدراكًا لخطورة ما جرى، أصدرت قرارات عاجلة بفتح تحقيق شامل في الحادث، وندبت خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الواقعة أمام مسجد الرضوان، كما أمرت بندب خبراء المعمل الجنائي لفحص آثار المشاجرة، والاطلاع على كاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة، بجانب تكليف المباحث بإجراء التحريات اللازمة وسماع أقوال الشهود والمصابين، واستدعاء تقرير الطب الشرعي لبيان طبيعة الإصابات وسببها.

شرارة خلافات الجيرة

القصة بدأت من "خلافات الجيرة" التي طالما حملت في طياتها صغائر يمكن تجاوزها، لكن هذه المرة تحولت الشرارة الصغيرة إلى نار كبرى. أمام مسجد الرضوان في قلب بندر طهطا، نشبت مشاجرة عنيفة بين طرفين، لم تنته إلا بدماء على الأرض وأنين في الشارع. لم يصدّق الأهالي أن الخلافات المعتادة قد تحولت إلى معركة عنيفة بهذا الشكل الدامي.

سقوط الشقيقين في مسرح الدم

كان قاسم خميس، البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا، يصطحب شقيقه الأكبر أشرف خميس، في الثامنة والأربعين، حين فوجئا باعتداء مباغت من شخصين. انهالت الضربات عليهما بلا رحمة، فسقطا وسط صرخات المارة مصابين بجروح وكدمات متفرقة بالجسم. أصيب قاسم في الرأس والذراع، بينما حمل جسد أشرف آثارًا دامية على الوجه والصدر، مشهدًا لم يبرح ذاكرة من شاهده.

صرخة النجدة

الخبر وصل سريعًا إلى غرفة عمليات النجدة بسوهاج، ليصدر اللواء حسن عبد العزيز عبد الله، مدير أمن المحافظة، تعليماته العاجلة بالتحرك إلى موقع الحادث. دقائق قليلة، وكانت سيارات الشرطة والإسعاف تحيط بالمنطقة، فيما تجمّع الأهالي بوجوه يكسوها القلق والخوف. جرى نقل الشقيقين إلى مستشفى طهطا العام وسط حالة من التوتر، فيما بدأت الشرطة عملها بجمع الأدلة وسماع أقوال شهود العيان.

قرارات النيابة العامة

عقب اطلاعها على تفاصيل الواقعة وما شهدته مدينة طهطا من أحداث دامية، تحركت النيابة العامة بسرعة وحزم، وأصدرت حزمة من القرارات الحاسمة شملت فتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات المشاجرة وأسبابها، وتشكيل لجنة من خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث أمام مسجد الرضوان، إلى جانب تكليف خبراء المعمل الجنائي بفحص الأدوات وآثار الاعتداء ورفع البصمات.

كما أمرت بالاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة في محيط المنطقة لتحديد هوية المتهمين، وكلفت المباحث الجنائية بإجراء التحريات اللازمة وضبط المتورطين الهاربين.

ولم تكتف بذلك، بل شددت على سماع أقوال الشهود والمصابين عقب استقرار حالتهما، مع ندب الطب الشرعي لإعداد تقرير مفصل يحدد طبيعة الإصابات وأسبابها ومدتها العلاجية.

مدينة على صفيح ساخن

تحولت طهطا بين لحظة وأخرى إلى مدينة يغلب عليها الصمت الممزوج بالخوف، وكأن الجميع ينتظر ما ستكشفه التحقيقات. حديث الأهالي لا يدور سوى حول تلك الواقعة التي ضربت مثالًا قاسيًا على ما يمكن أن تفعله "خلافات الجيرة" حين تنفلت الأعصاب ويغيب العقل.

بين الألم والعدالة

في أروقة المستشفى، يرقد قاسم وأشرف تحت العناية الطبية، يحيط بهما أفراد الأسرة بقلوب مثقلة بالقلق، فيما تتعالى الدعوات بسلامتهما وشفائهما. وفي المقابل، تعمل النيابة العامة والأجهزة الأمنية بلا توقف للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.