"من محاولة الإغتيال للرحيل".. متحف نجيب محفوظ ينظم ثلاث فعاليات احتفاءً بذكرى رحيله الـ19 (الليلة)

بمناسبة الذكرى الـ19 لرحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ (1911 – 2006)، ينظم متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية محمد أبو الدهب، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي، ثلاث فعاليات ثقافية وفنية مميزة، وذلك في السادسة من مساء اليوم السبت، وهو اليوم نفسه الذي رحل فيه صاحب نوبل.
الذكرى الـ19 لرحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ
الفعالية الأولى تتمثل في افتتاح معرض وثائقي بعنوان “من محاولة الاغتيال إلى الرحيل.. نماذج من الصحافة المصرية”، من إعداد الكاتب الصحفي طارق الطاهر. يستعرض المعرض من خلال وثائق صحفية ما جرى لنجيب محفوظ منذ محاولة اغتياله في أكتوبر 1994 وحتى رحيله في 30 أغسطس 2006.

ويعتمد المعرض على تغطيات صحف ومجلات رائدة مثل “أخبار الأدب”، “الأهرام”، “الأخبار”، “الجمهورية”، “المصور”، “آخر ساعة”، و”نصف الدنيا”. ويكشف المعرض عن تفاصيل مهمة، منها آخر ظهور علني لمحفوظ في أغسطس 1994 خلال حفل توزيع جوائز “أخبار الأدب”، قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال في أكتوبر من العام ذاته، وكذلك يعرض مقالات أدانت الاعتداء ومحاضر التحقيقات التي تناولت روايته الشهيرة “أولاد حارتنا” وما أجاب به محفوظ عنها.
كما يوثق أبرز الأحداث بين تلك المرحلة ولحظة وفاته، حيث تصدرت أخبار رحيله الصفحات الأولى في الصحف المصرية يوم 31 أغسطس 2006.
الفعالية الثانية ستكون ندوة تفاعلية تقام بالتعاون بين المتحف ومبادرة “سيرة القاهرة” تحت عنوان: “لم يرحل.. قراء محفوظ يتحدثون”. وتفتح الندوة المجال أمام القراء ومحبي نجيب محفوظ للتعبير عن تجاربهم وذكرياتهم مع أعماله الأدبية وقيمه الفكرية. وقد وجه الباحث عبد العظيم فهمي، مؤسس مبادرة “سيرة القاهرة”، الدعوة للجمهور للمشاركة، وتلقى استجابة لافتة حيث أبدى نحو 25 مشاركًا رغبتهم في الحديث عن محفوظ وإرثه.
أما الفعالية الثالثة فتتمثل في دعوة الزوار للتجول داخل قاعات المتحف والتعرف على ما يضمه من مقتنيات نادرة للأديب الكبير، من بينها مكتبته الخاصة، مجموعة من الشهادات والأوسمة، وأدواته الشخصية، إلى جانب أرشيف يوثق مسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود وجعلته أحد أبرز رموز الأدب العربي والعالمي.
بهذه الفعاليات الثلاث، يسعى متحف نجيب محفوظ إلى تأكيد أن إرث صاحب “الثلاثية” لا يزال حاضرًا، وأنه باقٍ في وجدان محبيه وقراءه، ليس فقط ككاتب روائي فذ، بل كرمز ثقافي وإنساني جسّد عبر أدبه هموم المجتمع المصري وأحلامه، ونجح في أن ينقلها إلى العالمية. وتُعد هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد مع مشروع محفوظ الفكري والإبداعي، الذي ما زال يلهم أجيالًا متعاقبة من القراء والكتاب.