ميتا تعقد شراكة مع ميدجورني لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي وتوليد الصور والفيديو
في خطوة جديدة تعكس طموحاتها في الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Meta المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب، عن توقيع شراكة استراتيجية مع منصة MidJourney، الرائدة في تقنيات توليد الصور والفيديو عبر النصوص. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة ميتا لتسريع تطوير منتجاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانتها في مواجهة منافسين كبار مثل OpenAI وGoogle.
تفاصيل الشراكة
بحسب تصريحات ألكسندر وانغ، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، فإن الشركة ستقوم بترخيص ما وصفه بـ "التقنية الجمالية" الخاصة بميدجورني، لدمجها في نماذجها ومنتجاتها المستقبلية. وأوضح وانغ: "لضمان قدرة ميتا على تقديم أفضل المنتجات الممكنة للمستخدمين، لا بد من اتباع نهج شامل يجمع بين الكفاءات العالمية، وخارطة طريق حوسبة طموحة، والتعاون مع أبرز اللاعبين في هذا المجال."
هذه الشراكة تُمثل نقلة مهمة، إذ أن ميتا كانت قد طورت بالفعل أدواتها الخاصة لتوليد الصور وتحرير الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. إلا أن التعاون مع MidJourney يمنحها ميزة إضافية في تقديم منتجات منافسة أكثر تطورًا، لا سيما مع النجاح الكبير الذي حققته منصات مثل Sora من OpenAI وVeo من Google في الأشهر الماضية.
تطور ميدجورني وتقنياتها
من جانبها، تواصل ميدجورني تطوير نماذجها بوتيرة متسارعة. ففي يونيو الماضي، اعتمدت الشركة نموذج V7 كخيار افتراضي لتوليد الصور، ووصفت هذا النموذج بأنه "جديد كليًا"، وأكثر ذكاءً في التعامل مع النصوص وفهمها مقارنة بالإصدارات السابقة. كما أطلقت مؤخرًا نموذج الفيديو V1، الذي يتيح للمستخدمين تحويل الصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى مقاطع فيديو قصيرة بتقنية الرسوم المتحركة.
هذه التطورات التقنية تجعل من MidJourney لاعبًا رئيسيًا في مجال الذكاء الاصطناعي الإبداعي، وهو ما دفع ميتا إلى إبرام هذه الشراكة لتعزيز قوة منتجاتها وتوسيع قاعدة مستخدميها. وقال وانغ عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا): "نحن معجبون للغاية بما قدمته ميدجورني من إنجازات تقنية وجمالية، ويسعدنا العمل معهم عن قرب."
سباق الذكاء الاصطناعي يحتدم
تأتي هذه الشراكة في إطار السباق المحموم بين عمالقة التكنولوجيا لبناء ما يُعرف بـ المختبرات الفائقة للذكاء الاصطناعي. فمارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، يقود حملة توسع غير مسبوقة في هذا المجال، حيث أطلق خططًا طموحة للتوظيف وجذب المواهب من شركات منافسة، مستخدمًا حوافز مالية ضخمة تشمل رواتب عالية ومكافآت توقيع سخية.
وكانت ميتا قد ضخت بالفعل استثمارات هائلة في هذا القطاع، من أبرزها استثمار بلغ 14.8 مليار دولار في شركة Scale AI، التي أسسها وانغ نفسه، والذي أصبح لاحقًا رئيسًا لقسم الذكاء الاصطناعي في ميتا. هذه الخطوة عززت موقع الشركة كواحدة من أبرز اللاعبين في صناعة الذكاء الاصطناعي عالميًا.
تأثير الشراكة على مستقبل ميتا
من المتوقع أن تُسهم هذه الشراكة في تعزيز منتجات ميتا الحالية والمستقبلية، سواء في الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، أو في تطبيقاتها الاجتماعية مثل إنستغرام وواتساب وفيسبوك. إذ باتت تقنيات توليد الصور والفيديو عبر النصوص أداة رئيسية في تطوير المحتوى الرقمي، خاصة مع تزايد الطلب على أدوات إنتاج المحتوى الإبداعي السريع والمخصص.
ويرى خبراء أن الجمع بين بنية الحوسبة العملاقة التي تبنيها ميتا، وتقنيات MidJourney المتقدمة، قد يضع الشركة في موقع تنافسي قوي أمام OpenAI وGoogle، اللتين تتسابقان بدورهما لتقديم نماذج أكثر ذكاءً وكفاءة في هذا المجال.
بإعلانها هذه الشراكة، تُثبت ميتا أنها لن تكتفي بتطوير تقنياتها الداخلية، بل تسعى إلى الاستفادة من خبرات أبرز اللاعبين في سوق الذكاء الاصطناعي. ومع استمرار سباق الابتكار العالمي في هذا المجال، يبدو أن السنوات القادمة ستشهد منافسة شرسة بين الشركات الكبرى، حيث تسعى كل منها لفرض هيمنتها على مستقبل الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى الرقمي.