رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مشاجرة دار السلام تزهق روح وتخلف 6 مصابين بالأسلحة البيضاء

مشاجرة
مشاجرة

أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في واقعة مشاجرة دار السلام التي تحولت إلى جريمة مروعة، بعدما أودت بحياة شاب وأصابت ستة آخرين. 

وقررت النيابة العامة انتداب خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث، واستدعاء خبراء المعمل الجنائي لفحص آثار الدماء والأسلحة المضبوطة، فضلًا عن تكليف فريق بحث جنائي موسع لفحص ملابسات الجريمة، وسماع شهادات الجيران والمصابين، والاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة.

كما كلفت النيابة مصلحة الطب الشرعي بتشريح جثمان الضحية لبيان سبب الوفاة بدقة، وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الحادث، مع توجيه الاتهامات إلى المتورطين بناءً على ما أسفرت عنه التحقيقات.

بداية الخلافات

داخل أحد شوارع دار السلام، لم يكن أحد من الأهالي يتوقع أن تتحول مناوشات متكررة بين جيران إلى مأساة دموية، فالمشاحنات اللفظية التي طالما اعتاد السكان على سماعها، تصاعدت هذه المرة بشكل لم يكن في الحسبان.

لحظات قليلة من الصراخ والسباب، وسرعان ما تحولت الكلمات إلى طعنات نافذة بالسلاح الأبيض، في قلب الزحام كان صوت الاستغاثات يعلو، فيما سقط شاب مضرجًا في دمائه أمام أنظار المارة، بينما تفرقت أجساد أخرى تحمل جروحًا عميقة وصرخات ألم متواصلة.

تفاصيل المشاجرة الدامية

كشفت الأجهزة الأمنية أن المشاجرة وقعت بين عائلتين تقيمان بالمنطقة نفسها، حيث يقطن الطرفان في شقق متقابلة منذ سنوات، اندلعت الشرارة بعد خلاف عابر بين "أحمد مصطفى" و"محمد عادل"، لينضم أفراد آخرون إلى النزاع، ويتحول الموقف إلى معركة عنيفة. 

الطرف الأول ضم ثلاثة أفراد، بينما اصطف أربعة من الطرف الآخر، المشاجرة لم تدم طويلًا، لكنها كانت كافية لأن تنتهي بفاجعة، أحد أفراد الطرف الأول، ويدعى "خالد السيد"، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بطعن نافذ في الصدر، فيما نُقل رفاقه إلى المستشفى وهم يصارعون الألم، أما الطرف الثاني فقد تعرض بدوره لإصابات متفرقة، إلا أن التحقيقات الأولية أثبتت استخدامهم الأسلحة البيضاء بشكل مباشر.

اعترافات المتهمين

عقب السيطرة على الموقف وضبط المتهمين، واجهتهم الشرطة بالأدلة الأولية، فاعترفوا بأن الخلافات القديمة بين العائلتين كانت تتجدد من حين لآخر، وأن التوترات تراكمت حتى انفجرت في ذلك اليوم المأساوي.

وأكد المتهمون أن لحظة غضب دفعتهم لحمل السلاح الأبيض، وأنهم لم يتوقعوا أن تصل الأمور إلى إزهاق روح، لكن القانون لم يترك مجالًا للتبرير، إذ وجهت النيابة إليهم اتهامات بالقتل العمد والشروع في القتل وحيازة أسلحة بيضاء دون ترخيص.

أكدت النيابة العامة في بيانها أن العدالة ستأخذ مجراها، وأنها لن تسمح بمرور مثل هذه الجرائم دون عقاب رادع، وشددت على أهمية تحري الدقة في تداول الأخبار المتعلقة بـ مشاجرة دار السلام، مؤكدة أن المعلومات الرسمية الصادرة عنها هي المصدر الوحيد الموثوق.

كما أوضحت أن التحقيقات مستمرة لحين الانتهاء من مراجعة تقارير الطب الشرعي وتحريات المباحث، وأنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية لضمان محاسبة المتورطين وإنصاف الضحايا.

مأساة إنسانية تهز الشارع

المشهد الأخير من الحادث ظل محفورًا في أذهان أهالي المنطقة، حيث تجمع العشرات من السكان حول سيارات الإسعاف وهم يتابعون في ذهول حمل الجثامين والجرحى.

دموع النساء تعالت، فيما بدا الأطفال في حالة رعب، غير مدركين لما جرى سوى أن جارهم قد رحل إلى غير رجعة، هذه الحادثة كشفت مرة أخرى كيف يمكن أن تتحول خلافات الجيرة البسيطة إلى جريمة قتل مأساوية، عندما تغيب الحكمة ويعلو صوت السلاح الأبيض على صوت العقل.